حملت ألمانيا الرقم القياسي في كتاب "غينيس" لأغلى صابونة في العالم بسعر يصل إلى 700 دولار أميركي، ولكنّها لم تعد كذلك لأنّ اللبناني، الذي يعشق التحدّيات ويتميّز بين شعوب العالم رغم كلّ ما يجري في وطنه من أزمات ومشاكل، استطاع أن يكسر هذا الرقم ويصنع صابونة مرصّعة بالذهب والألماس يصل سعرها إلى 2800 دولار. هذا ما فعله مالك قرية خان الصابون البيئية الموجودة في عكار شمال لبنان بدر حسون، فصنع الصابونة وأدخل بها وطننا عالم التميز ليثبت للعالم أنّ لبنان ليس فقط بلدا للنزاعات السياسية والعسكرية والطائفية، وليثبت أيضًا أنّ طرابلس ليست مكانًا للحرب والكره، بل هي مكان سلام يرفض التخلي عن تاريخه، ويرفض وضعه سجينا خلف قضبان الأهواء السياسية الداخلية والخارجية.
إذًا لتغيير صورة لبنان في الخارج، وُلدت فكرة تصنيع الصابونة الأغلى في العالم، وفي هذا الاطار لفت مدير التسويق في قرية خان الصابون البيئية التي صنعت هذه الصابونة، أمير بدر حسون، إلى أنّ "السفر لخارج لبنان أظهر لنا مدى الحاجة لتغيير الأفكار السائدة عن بلدنا لدى الأجانب، فوجدنا أنّنا نستطيع القيام بأمرٍ متميّزٍ في الميدان الذي نبرع فيه، فتمّت صناعة الصابونة التي تحتوي على 17 غراما من "بودرة الذهب" وثلاثة غرامات من "بودرة الألماس" ممزوجة مع عطور طبيعية وزيوت مستخرجة جميعها من الأرض اللبنانية، لتكون الاغلى عالميا بسعر 2800 دولار". ولفت، في حديث لـ"النشرة"، إلى أنّ جميع المواد الأولية التي يستخدمها المصنع لتصنيع الصابون تتمّ زراعتها داخل قرية خان الصابون البيئية والتي سُمّيت كذلك بسبب نيلها شهادات جودة عالمية بعد أن طوّر الدكتور في علم العطور بدر حسون المعمل الذي ورثه عن أجداده، مشيرًا إلى أنّ هذا ما جعل الصابون اللبناني يُباع في أسواقٍ عالمية مثل الصين واليابان والدول الأوروبية.
سُمّيت الصابونة الأولى باسم "قطر" وقُدّمت للشيخة موزة، وسبب ذلك حسب أمير حسون أنّ قطر استضافت حفل إطلاق هذه الصابونة، فكانت فكرة تسميتها "قطر" وتقديمها للشيخة موزة وأيضًا لتهنئة قطر على استضافة كأس العالم في كرة القدم عام 2022. وكشف حسون أنّ حفلا قريبا في ابو ظبي سيتضمن عرض الصابونة أيضًا وسيتمّ تقديمها هدية لرئيس دولة الامارات العربية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
في لبنان سيقام حفل تسجيل الصابونة في كتاب "غينيس". هذا ما أكد عليه حسون، لافتًا إلى أنّه "سيكون حفلا ضخما يحضره جميع المسؤولين اللبنانيين لتصل رسالة لبنان التميز والتألق لكل دول العالم"، وأضاف: "سنوزّع في هذا الحفل أكثر من صابونة على متميزين لبنانيين غير سياسيين". وأعلن حسون لأول مرة عن نية الخان التحضير لمتحف كبير للصابون يتم فيه عرض صناعات مميزة وسيعطي الامكانية لزواره لصناعة الصابونة التي يريدونها باستخدام الاعشاب والعطور الطبيعية، مشيرا إلى أنّ هذا المتحف سيكون الأكبر في العالم وسيتم العمل على إدخاله كتاب "غينيس" للأرقام القياسية أيضًا.
كم هو عظيمٌ تألق الشعب اللبناني في العالم بكلّ المجالات، فهذا الشعب الذي عانى منذ إنشاء دولته من الحروب والنزاعات والاحتلالات والانقسامات، يأبى أن يستسلم فيتحدّى ويثبت نجاحه بظل كل الصعوبات، فهل تتخيلون مستوى إنجازات اللبناني لو حلّ السلام على وطننا؟