أشارت صحيفة "الأخبار" إلى أن "الرئيس السوري ​بشار الأسد​ كشف أمام الوفد الإنجيلي-الأميركي الذي زاره في سوريا، أمثلة عدة عن الكذب الإعلامي والإعلاني، مستفيضاً في الشرح عن خطر الفكر الوهابي على الأقليات المذهبية". وأكد الأسد أن "راهبات معلولا المخطوفات بخير، وأن المفاوضات التي يجريها أحد رجال الأعمال المقربين من النظام مع الخاطفين في شأنهن تتقدم"، مشيراً، في المقابل، إلى "عدم وجود أي معلومة أكيدة في ما يخص مطراني السريان والأرثوذكس المخطوفين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي".

وأضافت الصحيفة أن "الضيوف طرحوا كل الأسئلة التي تدور في رؤوسهم، وسألوا عن ترشحه عام 2014 إلى الرئاسة، فأجابهم بأن ذلك وارد جداً لسببين: أولاً، وجود رغبة شعبية، وثانياً، عدم وجود بديل مقنع. فسألوا عن التناقض بين الدولة المدنية ومادة الدستور السوريّ التي تعتبر دين الدولة الإسلام، فقال إن مظاهر التطرف الديني في العامين الماضيين تحتم إعادة النظر في بنية الدولة المدنية لتمتين أسسها أكثر".

ولفتت الصحيفة إلى أنه "دارت مداخلات أعضاء الوفد وأسئلتهم وردود الأسد عليها ضمن ثلاثة أبواب رئيسية: أولاً، حقوق الإنسان. وهنا سمعوا كلاماً واضحاً من الأسد عن وجوب تعزيزها أكثر بكثير في المرحلة المقبلة وحمايتها، لأنها لم تكن في أحسن أحوالها قبل بدء الأزمة. وتطرق إلى قضية اللاجئين السوريين إلى لبنان والأردن وتركيا، فأكد وجود معلومات لدى الأجهزة الأمنية السورية عن أن غالبية أبناء المهاجرين إلى هذه الدول ينضوون في المجموعات التكفيرية التي تدفع لهم أجوراً تتيح لهم مدّ أسرهم بإيجارات المنازل الباهظة في مناطق نزوحهم والمصروف اليوميّ، مستغرباً في السياق نفسه تفضيل هؤلاء ما يقاسونه في دول الجوار بدل تلبية دعوات دولتهم للعودة إلى بلدهم؛ ثانياً، وقف العنف. حيث كرر الأسد رؤيته لكيفية استعادة الاستقرار، عبر وقف تمويل المسلحين أولاً. وأشار إلى توقف دول عدة عن دعم المجموعات المسلحة، وتسلّمه رسالتين، من دولتين عربية وأوروبية، عن إرسالهما المتطرفين الإسلاميين من مدنهم إلى سوريا أملاً بأن يقوم الجيش السوري بقتلهم. وأبدى الأسد تفهمه لملاحظات الوفد بشأن إدانة كنيستهم للعنف ورفضه بكل أشكاله"، لافتة إلى أنه "رداً على مداخلة لأحد الحاضرين عن النموذج السوري الآخر الذي سمع كثيراً عنه، قال الأسد إن "نموذج العيش المشترك هو النموذج الحقيقي"، لافتاً الى أنه رغم أن "ابن تيمية دمشقي، لكن المجتمع السوري لا يقبل الفكر الوهابي التكفيري الذي لا يهدد سوريا فقط بل كل دول المنطقة".