يبرود تلك المنطقة التي تحولت من اسم يرمز إلى السياحة، إلى اسم يأوي الارهاب، ومن مكان لاستقبال السياح إلى مكان لتصدير عشرات السيارات المفخخة، تلك المدينة في منطقة القلمون السورية على الحدود مع لبنان، ارتبط اسمها في الآونة الاخيرة بعمليات التفجير التي حصلت في عدد من المناطق اللبنانية، وإليها تتوجه الانظار مع استعدادات الجيش السوري لاستعادتها من المجموعات المسلحة.
شكلت يبرود ملاذاً للمسلحين القادمين من ريف القصير والنبك، وتشكل حاليًّا معقلاً استراتيجياً للمسلحين نظراً لطبيعتها الجغرافية، ولوجود الكثير من المغاور الطبيعية، والتي تساعد على عدم وصول صواريخ الطيران الحربي السوري الى المسلحين، ولها ايضاً حدود مفتوحة مع بلدة عرسال اللبنانية التي تشارك يبرود بتهم ارسال السيارات والعبور منها الى مناطق الهرمل وبيروت. وفي هذا السياق علمت "النشرة" ان "الجيش السوري اتخذ قراراً يقضي بوضع يبرود تحت الحصار بعد تعرض مدينة الهرمل الى القصف بالصواريخ منها، وبعد ان ثبت ان السيارات المستعملة بالتفجيرات في المدن اللبنانية مصدرها يبرود".
وأشارت معلومات لـ"النشرة" إلى أنّ "القرار اتى من اجل منع خروج اي سيارة مفخخة الى لبنان، ولكنه ابقى على طريق يخضع للرقابة العسكرية من اجل خروج المدنيين منها، وقد سجل دخول عشرات العائلات السورية من البلدة الى عرسال، بعد ان منح الجيش السوري مهلة للمدنيين من اجل الخروج من البلدة الخاضعة لسيطرة المجموعات المسلحة"، وفي المعلومات ان الجيش السوري لن يدخل يبرود في هذه المرحلة لان مجموعات المعارضة المسلحة تتخذ من راهبات معلولا ومجموعة من المدنيين دروعاً بشرية، وسيكتفي الجيش السوري بمحاصرتها كما فعل في القصير، لقطع الامدادات عن المعارضة المسلحة، وسيقوم بعمليات قصف على اهدافها لمنعها من التحرك، وقد تحدثت معلومات عن ان احد شروط الافراج عن الراهبات، عدم اقتحام يبرود من قبل الجيش النظامي السوري.
وفي موضوع السيارات المفخخة، كشفت مصادر "النشرة" ان اي عملية قادمة في لبنان تتضمن استعمال سيارات مفخخة سيكون مصدرها الاراضي اللبنانية، بعد الحصار القوي والحديدي الذي يفرضه الجيش السوري على يبرود، وعلم ايضاً ان "هناك عدداً من السيارات المفخخة المحضّرة للقيام بعمليات تفجير تم تهريبها الى نقاط محددة من اجل استغلالها في عمليات التفجير في أقرب فرصة ممكنة".
هكذا إذًا، وُضِعت معركة يبرود على نارٍ حامية، ليبقى دون تطبيقها عمليًا محاذير ومخاطر لا بدّ من أخذها بعين الاعتبار، فهل تحصل المعركة وتضع حدًا لمسلسل الفوضى الذي اجتاز الحدود؟ أم أنّها لن تكون سوى خطوة في مشوار الألف الميل الذي لا تبدو نهايته قريبة؟