علقت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية على تشكيل الحكومة اللبنانية، فلفتت إلى أنّ لبنان لم يكسر الرقم القياسي لبلجيكا في هذا الإطار، ولكنّه مع ذلك احتاج لـ330 يوماً من أجل تأليف الحكومة، ولاحظت أنّ التجاذبات استمرّت حتى الدقيقة الأخيرة من أجل التوصّل لتأليف حكومة وحدة وطنية من 24 وزيرا تحترم التوازنات السياسية والطائفية المعقدة في لبنان.

وفيما رأت الصحيفة أنّ اللبنانيين لا يعلقون آمالاً كبيرة على قدرة هذه الحكومة في التصدّي للتحديات الهائلة على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لفتت إلى أنّ عمرها سيكون قصيرًا جدًا باعتبار أنّه سيكون عليها الاستقالة في الخامس والعشرين من أيار على أبعد تقدير، وهو اليوم الأخير لولاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان.

وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أنّ ولادة الحكومة تترجم أيضاً بداية توافق دولي وإقليمي في ما يتعلق بلبنان، ينصّ على ضرورة الحفاظ على الاستقرار، خصوصًا أنّ الانقسامات في لبنان بلغت مستويات غير مسبوقة منذ بدء الأزمة السورية في آذار 2011، وهو ما هدّد التوازنات اللبنانية، إذ اصطفّ فريق الرابع عشر من آذار إلى جانب المعارضة السورية، في حين انخطر "حزب الله" عسكرياً إلى جانب النظام السوري خارقا بذلك سياسة النأي بالنفس إزاء الأحداث السورية.

وبرأي الصحيفة، فإنّ عدوى العنف تصاعدت بشكل كبير على مدى الأشهر الماضية، وهو ما تُرجِم خصوصاً من خلال اشتباكات قاتلة في مدينة طرابلس، فضلاً عن الخروقات الحدودية والاعتداءات، دون أن ننسى التحدي الذي يمثله الارتفاع في عدد اللاجئين السوريين الذي وصل إلى 928000 مسجّلين من قبل الأمم المتحدة، وما يزيد عن المليون عملياً، أي ربع عدد السكان اللبنانيين.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ قرب الانتخابات الرئاسية اللبنانية هو الذي دفع أيضاً إلى صياغة توافق دولي حول ضرورة حماية المؤسسات اللبنانية، إذ أنه بدون حكومة وبدون القدرة على انتخاب رئيس للجمهورية، كان البلد مهدّدًا بالانفجار، خصوصاً بعد أن مدّد البرلمان لنفسه.

وخلصت "لوفيغارو" إلى أنّ التنازلات المتبادلة هي التي وضعت حدًا للأزمة الحكومية، لافتة إلى أنّ رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وافق على الجلوس إلى جانب "حزب الله" رغم عدم انسحاب الأخير من سوريا، كما أنّ الحزب تراجع عن مطالبته بالثلث المعطل في الحكومة.

ترجمة "النشرة"