بعد انتشار خبر وفاة عشرات الأشخاص في أفريقيا بسبب فيروس "إيبولا"، بدأت حالة من التأهّب على المستوى العالمي تفادياً لإنتشار المرض في بلدان لم يصل إليها من تلك القارة وفي القارات الأخرى. وهرباً من هذا الفيروس، عاد عدد من أبناء الجالية اللبنانية في إفريقيا إلى لبنان، ومن بينهم عبد ياسين الذي قدم من غينيا منذ حوالي الاسبوعين، واصطحب معه عائلته الى لبنان.
يوضح ياسين لـ"النشرة" أنه "قرّر العودة إلى لبنان خوفاً من الاصابة بهذا الفيروس، بعد أخبارٍ عن إصابة عدد من أفراد الطاقم الطبي في إحدى مستشفيات العاصمة كوناكري، والمعلومات عن تمدّده بين الناس"، مشيراً إلى أنه، وبعودته الى لبنان، خسر أولاده العام الدراسي وتوقف هو عن العمل. يؤكد ياسين أنه سيعود إلى غينيا بعد السيطرة على هذا الفيروس القاتل، كاشفاً أن "عدداً كبيراً من العائلات اللبنانية قد عادت أيضاً خوفاً من الفيروس، في بلد امكانياته الطبية ضعيفة لمواجهة هكذا أنواع من الفيروسات".
وفي معلومات لـ"النشرة"، فقد دعت السفارة اللبنانية في غينيا أركان الجالية اللبنانية إلى اجتماع، وطالبتهم بأخذ الحيطة والحذر، والبقاء بعيدين عن أماكن انتشار الفيروس، والتبليغ عن أيّ إصابة. وتشير المعلومات إلى أن "لا اصابات في صفوف الجالية اللبنانية، وان المديرية العامة للمغتربين على اتصال مع السفارة اللبنانية واركان الجالية بشكل مستمر من اجل متابعة أي طارئ".
فيروس "إيبولا" الذي ظهر في ثلاثة بلدان افريقية هي ليبيريا وسيراليون وغينيا مرض خطير يصيب الإنسان وهو مُعدٍ. تعتبره منظمة الصحة العالمية فيروسًا "قاتلا"، وهو من أبرز التحديات التي واجهتها بعد وفاة 110 أشخاص في غينيا. والفيروس يتسبب في ارتفاع درجة الحرارة ورغبة في التقيؤ وإسهال متكرر، وفي الحالات الخطرة قد يحدث نزيفاً مستمراً. وتنتشر العدوى في كل أنحاء الجسم مدمرة الشعيرات الدموية.
في لبنان، اتخذت وزارة الصحة العامة إجراءاتٍ وقائية في مطار بيروت الدولي كما تؤكد رئيسة دائرة الامراض الانتقالية في وزارة الصحة عاتكة بري، التي تشير إلى أن "فيروس "إيبولا" لا يمكن السماع به دون اتخاذ اجراءات لمكافحته لانه مرض خطير جداً". وتوضح أنّ "المسافرين القادمين من الدول الافريقية التي ينتشر فيها المرض يحتاجون الى فترة 4 ساعات كحد ادنى للوصول الى لبنان، وهذه فترة كافية لظهور عوارض المرض، لذلك يتم التعاون مع مديرية الطيران المدني وشركات الطيران التي تنظم رحالات الى تلك الدول. وتلفت إلى أنه فور وصول اي طائرة آتية الى لبنان وعلى متنها أشخاص قادمون من تلك الدولة، يتم تعبئة استمارات لهم تتضمن أرقام هواتفهم ومكان سكنهم في لبنان، لأنه في حالات نادرة جداً يظهر المرض بعد فترة تتخطى الساعات، لذلك عند ظهور اي عارض من عوارض المرض تتبلغ الوزارة التي تتخذ الاجراءات اللازمة، وايضاً يتم فحص حرارتهم". وتشير إلى انه "يتم تزويد القادمين بمجلد يشرح اسباب المرض وعوارضه ومعلومات عنه، وسبل الوقاية منه"، لافتة إلى أن "الاجراءات اتخذت بتوجيهات من وزير الصحة العامة وائل ابو فاعور".
وتؤكد بري أنّ "الدول التي يوجد فيها هذا المرض تقوم بوضع من كان على تواصل مباشر مع المصابين بـ"إيبولا" في حجر صحي حتى لو لم تظهر عليهم عوارض المرض"، نافية وجوده في لبنان والشرق الأوسط.
نسمع كثيراً عن امراض خطيرة تظهر كل فترة مثل "كورونا"، و"انفلونزا الخنازير" "السارس"، والان حان دور "إيبولا". وتبقى الوقاية وجدية الرقابة التي تجريها الوزارات المعنية هي الكفيل لعدم انتقالها بشكل واسع في منطقتنا.