اعتبرت صحيفة "الراية" القطرية إن "الموقف الأميركي الجديد من نظام الأسد الذي أعلنه مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي أيه" بأن الإدارة الأميركية لا تريد انهيار الحكومة السورية والمؤسسات التابعة، باعتبار أن ذلك يخلي الساحة للجماعات الإسلامية المتطرفة، لا يجب أن يمنح الشرعية للنظام أو أن يضع الخيار أمام المجتمع الدولي بين استمرار الرئيس السوري بشار الأسد أو الإرهاب بسوريا، وأن على واشنطن أن تدرك أنه لا فرق بين نظام الأسد والجماعات الإرهابية لأن هذه الجماعات هي الوليد الشرعي للنظام، وبالتالي لا يجب ربط ذهابه بها لأن البديل لنظام الأسد واضح ومعروف، كما أكدت دولة قطر في أكثر من مناسبة، وكما أكدت المعارضة السورية بجميع أطيافها هي حكومة انتقالية لا مكان فيها للأسد أو الإرهاب، وهذا ما تم الاتفاق عليه وفقا لمقررات جنيف واحد".

اضافت الصحيفة القطرية من الواضح أن الإدارة الأميركية لا تملك سياسة واضحة تجاه مواجهة نظام الأسد رغم اتفاقها مع مجموعة أصدقاء سوريا على ذهابه، ولذلك فإن تصريحات مدير السي آي أيه تعد تراجعا وأن النظام قد يستغلها من أجل الترويج لبقائه بحجة محاربة الإرهاب، ومن هنا فإن ربط انهيار النظام ومؤسساته بسيطرة الجماعات الإرهابية كتنظيم داعش أو القاعدة على الأوضاع ليس مقبولا لا للمعارضة السورية ولا للدول الداعمة للشعب السوري ومن بينها دولة قطر، باعتبار أن هذا التوجه يقلل من أهمية المعارضة السورية ويحول قضيتها من قضية نضال شعب ضد حكومة طاغية إلى قضية محاربة الإرهاب ويمنح النظام الفرصة لتنفيذ مخططاته ضد الشعب السوري من منطلق أنه يحارب الإرهاب".

ولفتت الى إن المجتمع الدولي يؤيد حلا أساسه "حكومة ذات صفة تمثيلية تعمل على تلبية المطالب في سائر أنحاء سوريا وأن نظام الأسد ليس له مكان في هذه الحكومة التي تقوم على مقررات جنيف واحد، ولذلك فإن المطلوب من الإدارة الأمريكية التي تقوم إستراتيجيتها على هزيمة تنظيم "داعش، ألا تربط بين هذه الإستراتيجية وذهاب النظام الذي أصبح شعارا للمرحلة لن يتخلى عنه الشعب السوري لأنه وضع الأسس لمواجهة مرحلة ما بعد ذهاب النظام.

واعتبرت انه من المهم أن تدرك الإدارة الأميركية أن مواقفها غير الواضحة من ذهاب نظام الأسد هي السبب الرئيسي في تعنت النظام وعدم تعاونه مع المجتمع الدولي سواء تجاه إيصال المساعدات الإغاثية أو الدخول في حوار مع المعارضة السورية، ولذلك فإن المطلوب من الإدارة الأمريكية أن تواصل مساعيها في دعم المعارضة السورية ودعم التوجهات الدولية والإقليمية الضاغطة على النظام من أجل إجباره على الامتناع عن استخدام البراميل المتفجرة والأسلحة المحرمة ضد الشعب السوري، باعتبار أن الضغوط على النظام هي الوسيلة الناجعة لإجباره على الدخول في الحوار مع المعارضة السورية والقبول بمقررات جنيف التي تدعمها قطر ضمن مجموعة أصدقاء الشعب السوري من أجل إقامة حكومة انتقالية مدعومة دوليا وإقليميا تفوت الفرصة على الجماعات الإرهابية.