تساءل احد مشايخ عقل الطائفة الدرزية نصر الدين الغريب "لبنان إلى أين؟ أهو وطن يضم أبناءه وارتضينا به جميعا أم هو كيانات مذهبية تتنازع البقاء فيما بينها؟ فصراع في المجلس النيابي على التشريع وقتال في مجلس الوزراء على التعيينات أو التمديد للقيادات العسكرية والأمنية. يعيّنون متى يشاؤون ويمددون حيث يريدون، فهل هي مزرعة، أم أن هناك دستورا يملي علينا التقيد به؟".
واشار الغريب في بيان الى انهم "يسخرون من سوريا لما يحدث بها، فهل يجنبون أنفسهم الوقوع في تلك الأحداث وسوريا مازالت شامخة بقيادتها السياسية وجيشها الباسل رغم المؤامرات الكونية. أمّا نحن، فأين هي القيادة؟ يطبّلون للهبة السعودية وقد وصلت الأسلحة الفرنسية الّتي لا حاجة لنا بأكثرها، وما هي قيمة هذه الأسلحة المادية من المليارات، وما هي حاجتها العسكرية؟ وهل أصبح لبنان ساحة للفولكلور الإقليمي والدولي، وأين دور لبنان في الصفقة السعودية الفرنسية، ولم هذا الضجيج؟".
ولفت الغريب الى انه "عندما عرضت إيران هبتها قامت القيامة ولم تقعد وكان الرّفض قاطعا، فهل السّلاح الذي ردع إسرائيل لا يستطيع ردع "داعش والنصرة"؟ يلومون الجهات التي هاجمت السعودية بعدوانها على اليمن هذا البلد الفقير بماله الغني بعنفوانه لا يرضى الذل والخنوع ولا يقبل بهيمنة عليه، فما ذنبه إذا كان هذا خيار شعبه طالبا السيادة والاستقلال؟"، معتبراً انه "لو توجهت تلك الطائرات المغيرة ودكّت معاقل إسرائيل لكان خلّدها التاريخ لكنّ هذا العدوان سيبقى جرحا في قلب الأمّة العربية جمعاء"، متسائلاً "كيف يصح التحالف العربي ضد دولة عربية ولا يصح ضد دولة بني صهيون التي استباحت الأرض والمقدسات ومازالت استخباراتها تنسّق مع جهات عربية؟ فهل إلى نهوض من سبيل؟"، مضيفاً "لقد دعونا الأمّة للتوحد ونبذ الخلافات والعودة إلى تاريخها المشرّف ولكن دون جدوى"، موضحاً "لقد مزّقت أميركا ومعها إسرائيل الوطن العربي للوصول إلى فيدراليات صغيرة لا قدرة لها على البقاء وجعلوا الجامعة العربية منبرا لدول الخليج يغرّر بهم مقابل المساعدات المالية بعد أن أفقرهم الربيع العربي بما جنى عليهم من الخراب والدمار. فهل نعي هذه الحقيقة، ونتمسّك بحبال الله؟".