أكّد الناطق الرسمي باسم حركة "فتح" في الضفة الغربية المحتلة أحمد عساف، بأن المفاوضات التي يجري الحديث عنها في وسائل الإعلام المختلفة بين حركة "حماس" في قطاع غزة، و"إسرائيل" قطعت شوطاً كبيراً، وهي تتركّز حول اتفاق هدنة طويلة الأمد (5-10 سنوات) في غزة، مع الاحتلال مقابل فتح المعابر ورفع الحصار وإقامة ميناء عائم بعد فترة وجيزة من التهدئة.
وفي حديث خاص إلى مراسل "النشرة" في فلسطين محمد فروانة، أوضح عساف أنّ "المفاوضات سواء بشكل مباشر أو عبر وسطاء إقليميين قطعت شوطاً طويلاً"، إلا أنّه اعتبر أنّها "تشكل خطراً على القضية الفلسطينية وتصل إلى حدّ تصفيتها".
ولفت عساف إلى أنّ لدى حركة "فتح" معلومات مؤكدة "من خلال مصادر الحركة على أن الهدنة تقوم على أساس تثبيت حكم "حماس" في قطاع غزة والحفاظ على سيادتها، مقابل التنازل عن القدس والضفة الغربية المحتلة"، على حد قوله، مشيراً إلى أنّ "إسرائيل" بعد بذلك ستعتبر أنّ دولة فلسطين موجودة في قطاع غزة فقط، وهذا يفسر رفض حركة "حماس" للوحدة الوطنية.
لا قطيعة مع "حماس"
وعن ملف المصالحة بين حركتي "فتح" و "حماس"، نفى عسّاف وجود أيّ قطيعين بين الفصيلين الفلسطينيين المذكورين، لافتاً إلى أنّ الموضوع يتعلق بالإرادة والرغبة الحقيقية في المصالحة، وقال: "حركة حماس هي التي أفشلت حكومة الوفاق الوطني الحالية من خلال وضع العقبات والعراقيل أمامها واتهامها أنها ضعيفة والمطالبة بحكومة وحدة، لكنّها وبعد قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس في اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الأخير بتشكيل حكومة وحدة وإجراء مشاورات مع باقي الفصائل، عادت ووضعت شروطاً على الحكومة اعتبرناها تعجيزية ومخالفة لكل الاتفاقيات السابقة وكأنّ هدفها فقط تعطيل الحكومة".
واعتبر عسّاف أن هذا الموقف من قبل "حماس" هو تعبيرٌ عن رفضها للمشاركة في هذه الحكومة، قائلاً: "لدى حماس قرار بعدم التوجه إلى المصالحة والمضي في سياسة الانقسام والانفصال".
لا يمكن تجاهل القيادة الفلسطينية
وأوضح عسّاف أنه لا يمكن تجاهل السلطة الوطنية الفلسطينية من قبل أي طرف إقليمي بشأن أي اتفاق يمكن أن توقعه "حماس" مع أي دولة، مشدداً على أن الرئيس الفلسطيني هو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني والمنتخب ديمقراطياً ويعترف به العالم أجمع.
وأضاف: "هذا الموضوع ليس خاضعاً لمزاج او لرغبة طرف هنا أو هناك بناء على العلاقة مع حماس، لا يستطيع أحد أن يتجاهل السلطة، ولن نسمح لاحد بتجاوز القيادة الفلسطينية الشرعية".
ولفت عسّاف إلى أنّ "هذا كان مطلباً اسرائيلياً دائمًا بضرب وحدانية التمثيل الفلسطيني والبحث عن ممثلين يقبلون بما رفضه الرئيس ومن الواضح أنهم وجدوا في حركة حماس ذلك"، حسب قوله.