أكّد رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطالله حنا أن العدّو الذي يقتل ويعتقل ويُهَوِّد المساجد والكنائس في فلسطين، والذي يسعى لتهويد القدس وطمس معالمها الإسلامية والعربية والفلسطينية، والذي يسعى لابتلاع فلسطين وتصفية القضية الفلسطينية، هو نفسه الذي يسفك الدماء ويستبيح الأرض في سوريا ويتآمر على العراق وليبيا واليمن وكلّ منطقتنا العربية.
وفي حديث إلى مراسل "النشرة" في فلسطين محمد فروانة، أسف حنّا لرؤية الأموال العربية تذهب من أجل القتل والدمار والخراب وتفكيك المجتمعات العربية، في حين أنّها كان يجب أن تُستعمَل للبناء والرقي والتطور، وقال: "نحن في فلسطين نشعر بالأسى والحزن ونحن نرى الأوطان العربية تفكك بمخططات استعمارية وتمويل أميركي".
وتمنّى المطران حنا أن تصل الدول العربية إلى مرحلة النضوج "كي يميزوا بين الربيع العربي والربيع الاسرائيلي الأميركي"، معتبراً أنّ ما يحدث "ليس ربيعاً عربياً بل ربيعاً أميركياً وربيع أعداء الأمة العربية".
مشكلتنا ليست في "إسرائيل"
وفي سياق آخر، وصف المطران حنا وهو عضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات أيضاً، ما يجري في مدينة القدس المحتلة من اقتحامات واعتداءات واعتقالات، بالوضع الكارثي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، مشيراً إلى أنّ سلطات الاحتلال تستهدف كل ما هو عربي وفلسطيني وإسلامي ومسيحي في هذه المدينة المقدسة. وقال إنّ المقدسيين يتصدون للاحتلال الاسرائيلي بصدورهم العارية وبوسائلهم المتواضعة، ويسعون لإفشال المخططات الاسرائيلية الرامية إلى ابتلاع القدس وتهويد مقدساتها.
واعتبر أنّ هذه فترة ذهبية وفرصة سانحة لإسرائيل لتفعل ما يحلو لها لأنّها "تستغل انهماك العرب بما يحدث في الدول العربية وتمعن في سياستها التهويدية". وأضاف: "مشكلتنا ليست في اسرائيل، فالجميع يعلم أنّها دولة احتلال عنصرية، ولا نتوقع منها سوى مواصلة سياستها بالاستيلاء على الأرض والمقدسات والقتل وكلّ ما هو سلبي، إنما الكارثة هي في الواقع العربي، فإسرائيل لن تتغير وتتبدل، بينما الواقع العربي هو الذي يجب أن يتبدل ويتغير لكي يكون العرب أكثر وحدة وحرصاً على فلسطين ولأجل أنفسهم".
وحدتنا حاجة استراتيجية
من جهة ثانية، أكد المطران حنّا أنّ "وحدتنا الوطنية الإسلامية المسيحية وتفاهمنا وحواراتنا وتعاوننا وتواصلنا هي حاجة استراتيجية من أجل الصمود والثبات في هذه المنقطة والأرض المقدسة والقدس تحديداً". وأضاف: "علينا أنّ نعمل معاً وسوياً لإفشال كافة المخططات المشبوهة العميلة الدخيلة التي تسعى لإثارة الفتن في صفوفنا وبين ظهرانينا والتي لا يستفيد منها سوى الاحتلال الإسرائيلي".
وفيما شدّد على أنّ ما يحدث في الوطن العربي من دمار وخراب وحروب تدمّر الأوطان وتفكّك المجتمعات يشكّل خدمة مجانية لإسرائيل، تمنّى أن يتوقف هذا العنف وتفشل هذه المؤامرات والمخططات التي تستهدف الأمّة العربية، معرباً عن أمله بأن تعود لتكون "أمّة قوية وموحدة في مواجهة ما يخطط لها خاصة في فلسطين من قبل الاحتلال الاسرائيلي".