لفتت صحيفة "الخليج" الاماراتية إلى أنه "فعل الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بقراره عدم التجديد لولاية ثانية كأمين عام للجامعة"، مفيدةً أنه "فعل ذلك لأنه يحترم نفسه وتاريخه والمنصب الذي يتولاه ولأنه لا يريد أن يكون شاهد زور على المآل الذي وصلت إليه المنظمة العربية التي من المفترض أن تكون بيت كل العرب ومحط آمالهم وجامعة شملهم وراعية أحوالهم".
وأشارت إلى أن "قرر العربي التنحي لأنه لا يستطيع أن يقوم بمهمة موكلة إليه، أو أن يستمر في القيام بدور شاهد الزور وهو يرى الجامعة عاجزة عن القيام بأي دور للملمة الشتات العربي ووقف حالة الانهيار التي تعيشها الأمة العربية، أوالتصدي لما يتعرض له الوطن العربي كدول وشعوب من عواصف هوجاء تضرب في كل اتجاه ومن إرهاب وتكفير يدق كل الأبواب ويهدد حاضر ومستقبل أمة بأسرها ويكاد يخرجها من التاريخ ويمزق جغرافيتها".
ولفتت إلى أن "العربي وجد نفسه عاجزاً عن القيام بمهمته لأن الجامعة العربية لم تعد جامعة، فقد أصابها الضمور وفقدت مناعتها وأصابتها الشيخوخة المبكرة وصارت تلجأ إلى المنظمات الإقليمية والدولية للتدخل من أجل ستر العورات العربية بعدما اتسع الرتق على الراقع، وتفرقت أيادي سبأ، ودخل العرب مرحلة جديدة من حرب داحس والغبراء واستلت السيوف من أغمادها وما عاد للعقل من دور ولا الأخوة العربية صار لها معنى أو قيمة.. وانفتحت أرضنا لكل ما هب ودب وصارت سداحاً مداحاً» لكل طامح وطامع بأرض ودور على حسابنا وتركنا إسرائيل تصول وتجول على أرض فلسطين تعربد كما تشاء وتمارس البطش والتهويد على هواها وتفرك يديها فرحاً على ما يجري حولها لأن كل ما يجري يصب في طاحونتها من مشرق الوطن العربي إلى مغربه".
وأكدت أنه "كأن العربي وصل إلى مرحلة اليأس من أي إمكانية لإصلاح حال الجامعة أو تفعيل دورها بعدما أدرك أن العمل العربي المشترك صار فعلاً ماضياً لا علاقة له بالحاضر أو المستقبل وكأن العرب قرروا أن يتركوا جامعتهم تواجه مصيرها من دون أن يعلنوا ذلك أو يتركونها ساحة للصراع ونشر غسيلهم أمام العالم متى شاؤوا"، مشيرةً إلى أن "بقاء العربي في منصبه سوف يكون مكلفاً على الصعيد الشخصي والوطني والقومي، لأنه سيكون أمام معضلة صعبة وقاسية، فهو مقيد الحركة بسبب ميثاق الجامعة، وهو غير قادر على الفعل بسبب القيود والضغوط التي تلجم حركته.. وهو فوق ذلك عاجز عن القيام بالحد الأدنى من الفعل الذي يمكن أن يخفف من وطأة شلالات الدم التي تسيل هنا وهناك على أرض العرب أو حمل العرب على اتخاذ موقف موحد من الهجمة الإرهابية التكفيرية أو إقناع العرب بأن جامعتهم تحتاج إلى إنقاذ وتجديد وإصلاح كي تقوم بالدور الذي تقوم به المنظمات الإقليمية والقارية الأخرى".
وأفادت أن "العربي يسلم أمانة ثقيلة إلى غيره ويستريح لعل وعسى يتحسن واقع الحال".