لفتت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية الى ان خسارة المرشح في الانتخابات التمهيدية الاميركية دونالد ترامب ترشيح حزبه في تشرين الثاني المقبل لن يحول دون انقسام الحزب الجمهوري، نظرا لأن العبرة تكمن في أنه كان يمكن لشخص مثله أن يصل الى البيت الأبيض، إلا ان خسارة كروز في وجه ترامب ستضعه ضمن حلقة المرشحين على الرئاسة في العام 2020، لأن كما جرت العادة في الحزب الجمهوري ان المركز الثاني يأتي أولا في الانتخابات المقبلة، وتشير التوقعات الى ان الخطر يكمن بالنسبة للجمهوريين وإن كانوا لا يحبذون ترامب، إلا انهم يخشون ان في حال فاز كروز بترشيح الجمهوريين، فإنه لن يتمكن من الفوز بالرئاسة في حال تواجه مع مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، لأنه غير محبوب لدى الديمقراطيين، ما يقصيه نهائيا عن إمكان ترشيحه في العام 2020، ويعيد ترامب الى الواجهة مجددا، إلا ان الأمر يختلف بالنسبة للمرشحين من الحزب الجمهوري على مجلس الشيوخ، فخوض ترامب السباق الرئاسي باسم الجمهوريين سيقضي على آمال الكثير من المرشحين الجمهوريين على مجلس الشيوخ، فيما كروز يعطيهم دفعا إضافيا أمام مؤيديهم في الولايات الأميركية.
واشارت الصحيفة الاسرائيلية الى ان الحزب الجمهوري لا يحسد على الحالة التي يمر بها، فهو منقسم الى ثلاث فئات، الأولى المحافظون البراغماتيون، وهم في سبيل الربح يمكن ان يتخلوا عن إيديولوجيتهم، والمحافظون الأنقياء الذين يخرج منهم ترامب، وهم مبدئيون، اما الفئة الثالثة فهي المحافظون الشعبيون الذين ينظرون الى العالم من وجهة نظر إقتصادية ويعملون على إيصال الأميركيين البيض فقط الى مراكز عالمية في البنك الدولي وغيره من المؤسسات الدولية، وهنا بيت القصيد انه في حال تغلب كروز على ترامب، في ترشيح الحزب الجمهوري ومن ثم خسر أمام كلينتون، فإن الفئتين الثانية والثالثة هم أول الخاسرين، ولذلك تشير الصحيفة أخيرا الى انه هنا تكمن قوة ترامب الذي يحظى بدعم فئتين من الجمهوريين في مقابل حصور كروز على دعم الفئة الأولى فقط.
ترجمة "النشرة"