هل ستختلف الجلسة المقررة لانتخاب رئيس الجمهورية في 28 ايلول الجاري؟ وهل صحيح ان الكفّة تميل لانتخاب العماد ميشال عون في هذه الجلسة؟

لا شك ان الكلام والاجواء التي اشيعت مؤخراً هي السبب في طرح هذين السؤالين، مع العلم ان احدا من الجهات السياسية المعنية لم يدل باي موقف يؤكد صحة مثل هذه التسريبات.

وكما حصل في فترة سابقة فان اوساط التيار الوطني الحر عادت تتحدث عن مناخات مؤاتية لانتخاب «الجنرال«، ملمّحة الى رغبة غير معلنة لدى الرئيس سعد الحريري بالانقلاب على ترشيحه لفرنجية والانتقال الى ترشيح عون.

اما اوساط تيار المستبل فتكرر «ان فرنجية ما زال هو مرشحنا، وانه لم يطرأ على موقفنا اي تبديل او تعديل»، نافية ان يكون هناك اي تفاوض تحت الطاولة بين قيادتي التيارين.

اين الحقيقة، وما هي اسباب وخلفيات هذه التسريبات والتكهنّات؟

على محور تيار المستقبل، تقول مصادر وزارية مطلعة ان الرئيس الحريري لم يخف منذ فترة شعوره بالخيبة منذ ان فشل خيار ترشيح فرنجية بفعل وارادة الخصوم والحلفاء، وانه يجد نفسه تحت ضغط الوقت لا سيما في ظل الظروف السياسية والمالية التي يعيشها.

وتؤكد المصادر ان بعض المقربين اخذ يشجع الشيخ سعد على اعادة التواصل وفتح باب التفاوض مجدداً مع العماد عون لعقد صفة سياسية تقضي باسناد الرئاسة للجنرال مقابل رئاسة الحكومة للحريري.

وبالفعل، فقد حصلت لقاءات عديدة بعيداً عن الاضواء ابرزها بين نادر الحريري والوزير جبران باسيل، وقيل ان الاجواء كانت ايجابية بانتظار ترجمة الوعود المبدئية الى اتفاق ناجز.

وتقول المعلومات ان الوعود المبدئية من قبل الحريري جعلت العماد عون يومها يسرّ الى بعض المقربين منه بانه على الطريق الى بعبدا قبل نهاية هذا الصيف.

اما اوساط «المستبل» فتقول اي وعد لم يقطع في هذه اللقاءات، لكنها لا تنفي انها تناولت الاستحقاق الرئاسي والخيارات الممكنة.

وفي كتلة المستقبل النيابية طرح خيار انتخاب عون غير مرة، وبدا واضحا ان جناح المعارضة الذي يقوده الرئيس السنيورة هو الجناح الطاغي وان فكرة انتخاب «الجنرال» غير مهضومة في اوساط المستقبل.

ومع ذلك بقي المتحمسون لهذه الفكرة يسعون لهذا الهدف، خصوصا ان الحريري نفسه بدا ويبدي استعجالا لترؤس الحكومة الجديدة سعيا الى تخفيف الاعباء التي يواجهها اكان على مستوى التحرر من الضيق المالي، او على صعيد اعادة ترتيب البيت السياسي الداخلي ومواجهة خصومه.

وتضيف المصادر الوزارية انه انطلاقا من هذا المناخ الذي يعيشه الحريري تواصلت الخطوط المفتوحة مع العماد عون غير ان الحسم بقي مؤجلا ليس بسبب المعارضة داخل المستقبل بل بسبب «الفيتو» السعودي الذي ظل السيف المسلط على مثل هذه المحاولات.

وحسب المصادر فإن الحريري لم يفاتح القيادة السعودية مباشرة بمثل هذا الخيار لكنه ربما تناول هذا الموضوع مع جهات عربية واقليمية اخرى.

ويمكن القول ان خيار تأييد «الجنرال» يبقى معلقا على حبل موقف المملكة، لا سيما ان الحريري لا يريد الذهاب بالمغامرة الى حدود تجاوز هذا «الفيتو» مهما ضاقت به الحال.

وعلى محور التيار العوني يبدو واضحا ان قرار تعطيل الحوار جاء وفق خطة جديدة متبعة القصد منها الضغط على الحلفاء والخصوم في آن معا على طريقة «عليّي وعلى اعدائي».

وبرأي المصادر الوزارية ان مهندس هذه الخطة الوزير باسيل يسعى الى التصعيد على ثلاثة محاور:

اولا تعطيل مجلس الوزراء وشل الحكومة، ثانيا اسقاط خيار الحوار الذي اخذ يتجه مؤخرا الى سلّة الحل التي طرحها الرئىس بري ومحاولة ممارسة المزيد من الضغط على الحريري علّه ينتزع منه القبول بصفقة المعادلة الثنائىة.

وتكشف المصادر بأن هذه الخطة نجحت في تعليق الحوار حتى اشعار اخر وتكاد تنجح في تعطيل الحكومة لا سيما ان الرئيس سلام غير متحمس للدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء قريبا، وهو يفضل حسم امره في ضوء اجراء المزيد من المشاورات بعد عودته من نيويورك.

اما في شأن الضغط على الحريري فإن الاجواء الحقيقية لا تدلّ على ان رئىس تيار المستقبل جاهز لمغامرة ترشيح عون قبل 28 ايلول.