للسنة الثالثة على التوالي، تُمارس الدولة اللبنانية سياسة غضّ النظر إزاء زراعة وتلف الحشيشة في البقاع الشمالي، فقد زُرِعت هذا العام آلاف الدونمات علناً دون خوف، وبالقرب من الطرقات الفرعية والرئيسية، فيما أنهى المزارعون قطاف المحصول دون أيّ تهديد، ولم يتمّ إتلاف الحشيشة من قبل الدولة وأجهزتها.
وفي هذا السياق، تحدّث رئيس بلدية اليمونة طلال شريف عن إهمال مقصود تمارسه الدولة تجاه هذه المنطقة وهذا الشعب منذ سنوات، لافتاً في حديث لـ"النشرة" إلى أنّها حاولت إيجاد زراعات بديلة كزراعة الزعفران وغيرها لكنّها فشلت، ولذلك اضطر المواطن إلى التوجّه لزراعة الحشيشة التي لا تحتاج إلى عناية وريّ وأدوية. ودعا الدولة إلى تشريع هذه الزراعة والاستفادة منها بهدف طبي.
من جهته، أكد مختار اليمونة جمال شريف، في حديث لـ"النشرة"، أنّ لزراعة الحشيشة فوائد اجتماعية ومادية، وذلك من خلال العلاقات التي تبنى من تجارة الحشيشة بين القرى المجاورة، وخصوصاً بين القطبين اللبنانيين المسيحي والمسلم، فضلاً عن الفوائد المادية من بيعها للخارج، لافتاً في هذا الإطار إلى أنّها تدرّ الأموال على الخزينة اللبنانية. واعتبر أنّ شتلة الحشيشة لذلك "مباركة"، لافتاً إلى وجود منافع طبية لها خصوصاً في مواجهة مرض السكري والضعف الجنسي.