بعد النجاح الكبير الذي حققه في العامين الماضيين، تستعد قاعة السيد عبد الحسين شرف الدين في مجمع الامام الصادق الثقافي في بيروت لاحتضان "مهرجان الصادقين الشعري الثالث" في الثالث عشر من الشهر الحالي، بمشاركة نخبة من شعراء العالم العربي الذين سيلقون قصائد جديدة من وحي مناسبة ولادة الرسول الاكرم وولادة الامام جعفر الصادق، ومن وحي الشعار الذي اختاره المنظمون لهذا العام وهو "تعاَلوا الى كلمة سواء"، وذلك انطلاقا من ايمان المرجعية بثقافة الحوار والتلاقي بين جميع الاديان، خاصة الديانتين الاسلامية والمسيحية بعيدا عن التطرف والتعصب وغلق باب الانفتاح على الاخر.
المهرجان الذي تنظمه "جمعية آل البيت الخيرية برعاية المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني ممثلا بالاستاذ حامد الخفاف، الذي يشرف على المهرجان من خلال متابعته لأدق تفاصيل التنظيم وحرصه على اختيار الشعراء، الذين سيلقون قصائد من وحي شؤون وشجون واقع الأمة. وفي هذا السياق جال الخفاف على عدد من المرجعيات الروحية الاسلامية والمسيحية والشخصيات السياسية والثقافية في لبنان وقدم لهم دعوات للحضور.
ان من واكب وحضر المهرجانين السابقين ومن وصلته أصداءهما يدرك تماما أن الهدف من تنظيم المهرجان ليس فقط نظم قوافي وأوزان، بل يتعداه الى اخراج القصيدة من قُمقُم الحدود والمذهب والأشخاص الى رحاب الأوطان والامة والانسان، وهذا ما أكدته النسختان السابقتان من المهرجان الذي تخطى حدود الجغرافية.
من لبنان بلد العيش المشترك ومن مصر الأزهر الشريف ويَمَن الحضارة والصمود وعُمان الحوار والانفتاح وعراق المرجعيات والانتصارات، تم اختيار الشعراء الذين ينتظرهم نخبة من المثقفين والمتابعين من مختلف الطوائف قد تغص القاعة الكبرى بهم، ولهذه الغاية ازدان المكان بالورود ورفعت اللافتات التي حملت عبارات التبريك والتهنئة بالولادتين المباركتين استعدادا للملحمة الشعرية.
بعد ان اصبحت صورة المهرجان مكتملة وبعدما انجلت ضبابية المشهد في العالم العربي، خاصة بعد درء الفتنة المذهبية التي أطلت برأسها وبثّت سمومها في جسد الأمة وكادت ان تفتت مجتمعاتنا وبلادنا، وتقتل آمال وأحلام انساننا، أيقن الجميع ان حب الأوطان من الايمان، وأنه لا بد من "كلمة سواء" تعيد وصل ما انقطع وتعيد ترميم وبناء ما دُمر من بشر وحجر وثقافة.