انتشرت منذ أيام، وكما جرت العادة في هذه الفترة من السنة الدراسية في مجمع الحدث الجامعي باللبنانية، صوراً تظهر كافيتريا كلية العلوم في اللبنانية وقد تحوّلت إلى قاعة امتحانات. وبالتالي ما عادت هذه المساحة من الجامعة مخصصة للتلاقي والتفاعل بين الطلاب في أوقات الفراغ، بل باتت كبقية أجزاء الجامعة للامتحانات والدرس. وفي باقي الكليّات أيضا، يفتقر الطلاب للكافيتريا الموجودة داخل حرم الكليّة، فيضطر الطالب للخروج من المجمع في مسافة تحتاج لما يقارب العشر دقائق ذهاباً وإياباً.
"عانينا كثيراً في أيام العاصفة التي شهدناها في الفترة السابقة، فمجرّد التفكير بالخروج من الكليّة تحت المطر هو جنون"، هكذا يصف التلميذ في كلية العلوم حسن دبوق حال طلاب الجامعة اللبنانية اليوم، لافتاً إلى أن "الكثير من الاستراحات بين المحاضرات لا يتعدى وقتها الـ10 دقائق، وبالتالي لا يمكننا الخروج من الحرم الجامعي لاحضار أي شيء، وفي الجامعة اقتصر عمل الكافتيريا على القهوة وبعض المشتريات الأخرى".
أما الطالبة في كلية الفنون يارا، فتعتبر أن "حقنا الطبيعي كطلاب بأن توفّر الجامعة لنا كافتيريا اسوة بباقي الجامعات على الأقل لتوسيع مساحة اللقاء والحوار مع زملائنا".
وحسب مصادر من داخل الجامعة اللبنانية، فإنه "منذ منذ حوالي ثلاث سنوات تم تلزيم "كافتيريات" الجامعة اللبنانية في الحدث إلى إحدى الشركات التي فسخت العقد بعد ستة اشهر من تلزيمها بعدما امتنعت الجامعة عن تسليم كافيتيريا العلوم والمطعم الجامعي لها".
وتذكّر المصادر أنه "قبل عام تقريباً من تلزيم "كافتيريات" الجامعة إلى الشركة، كانت مجموعة من إحدى عشائر منطقة الليلكي قد سيطرت على كافتيريا العلوم طاردة الشركة المشغّلة حينذاك دون أي تدخّل من الجامعة، ولكن بعد توالي الشكاوى من التعديات التي كانت تحصل، طلبت الجامعة من قيادة الجيش اللبناني التدخل لطرد المخالفين، فدخل الجيش واقفل الكافتيريا".
وفي هذا السياق، يؤكد رئيس دائرة العلاقات العامة في الجامعة اللبنانية الدكتور غازي مراد أن "أسباب الأزمة مع الشركة السابقة طبيعي ويمكن أن يحدث في أي عقد بين شركتين بسبب الأسعار أو أي حدث آخر". ويوضح مراد أن "الجامعة اللبنانية بصدد وضع مناقصة جديدة لتلزيم كل "الكافتيريات" وفق دفتر شروط سيتم وضعه قريباً"، لافتاً إلى أن "التأخير حالياً هو بسبب الاجراءات الادارية الروتينية فقط".
وعن اجراء الامتحانات داخل الكافتيريا، يؤكد مراد أنه "وفق القوانين في الجامعة اللبنانية لا مانع من اجرائها بهذه الطريقة اذا كان هناك ضيق في الأماكن لاجراء الامتحانات، ويمكنها حينها الجامعة الاستعانة بأماكن أخرى".
في المحصلة، اقترب ملف "كافتيريات" الجامعة اللبنانية من الحل، وبات تلزيمها مسألة وقت لا أكثر. فهل تنتهي أزمة الطلاب التي دامت أكثر من سنتين، وهل يعاد فتح أماكن التفاعل شبه الوحيدة الموجودة بين الطلاب؟