لم تنسحب ورقة النوايا التي وقّعها "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" على إنتخابات نقابة المهندسين التي ستجري في الثامن من نيسان المقبل.
ورغم التفاهم العام بين الفريقين بعد رحلة عام ونصف من الحوار والذي ترجم بإنتخابات رئاسة الجمهورية، وغيرها من الملفات، والتنسيق الذي يجري بينهما، إلا أنهما قررا أن يتركا الكلمة الفصل لقاعدتهما النقابية لتختار هي ممثليها في معركة يصفها المطلعون عليها بـ"أم المعارك النقابية" وأكثرها شراسة.
يتألّف مجلس نقابة المهندسين من خمسة عشر عضواً (سبعة عن مجالس الفروع وثمانية عن الجمعية العموميّة) إضافة الى النقيب، وفي كلّ عام يخرج خمسة أعضاء ليتم إنتخاب خمسة جدد على أن تجري الإنتخابات على مركز النقيب مرّة كلّ ثلاث سنوات. هكذا تشرح المصادر بالمختصر المشهد حاليًّا في النقابة، مشيرةً الى أن "حدّة المعركة إرتفعت على مركز النقيب لدى الاحزاب المسيحيّة كون العُرف في النقابة يقضي بأن يكون النقيب مداورة بين المسلمين والمسيحيين وفي المرّة الماضية، إنتخب خالد شهاب نقيبًا (سني محسوب على تيار المستقبل) ممّا يعني أن المركز سيكون من حصّة المسيحيين في الانتخابات الّتي ستحصل".
في هذا الاطار، إختار "التيار الوطني الحر" المهندس بول نجم ليكون مرشّحه الى مركز نقيب المهندسين، فيما إختارت "القوات اللبنانية" السير بالمهندس نبيل أبو جودة في هذه المعركة، مع وجود مرشحين مقربين من أحزاب، أمثال: بيار جعارة المحسوب على الأحرار، جان مخايل المقرب من حركة أمل، إضافة الى آخرين ترشحوا في مبادرات فردية الى هذا المركز. وفي هذا الاطار يتحدث بول نجم عبر "النشرة" عن الامال الكبيرة التي يعوّلها على هذه الإنتخابات، فالحظوظ كبيرة خصوصاً وأننا دخلنا في عهد جديد، شارحاً أنه "بدأ عام 1998 عمله في نقابة المهندسين وفي العام 2007 شغل مركز نائب نقيب المهندسين"، مؤكداً أننا "نريد خوض الانتخابات النقابية عبر نسج التفاهمات مع مختلف الجهات ولائحتنا ستضم بشكل أولي وليس نهائي، طوني أبو زيدان عن الزراعة، جان بيار جبر عن الفرع الاول وفادي حنا عن الجمعية العمومية"، ومشيراً في نفس الوقت الى أنه "حتى الساعة فإن "حزب الله" أعلن دعمه لنا فيما علاقتنا بتيار "المستقبل" جيّدة وهو لم يحدّد خياراته بعد، وحركة "أمل" لم تدعم رسمياً أي مرشح ونتواصل مع "المستقبل" و"أمل" للتوصل الى تفاهم معيّن"، محدداً الخطوط العريضة لبرنامجه عبر الاضاءة على فروع الجامعات التي تنشأ، والتي قد لا تكون مستوفاة للشروط، تفعيل دور المهندسين في الانتشار، إعادة النظر بصندوق التقديمات وصندوق التعاقد والخطة المستقبليّة لتحمّل الاعباء المتراكمة".
في المقلب الآخر يلفت نبيل أبو جودة المرشّح عن "القوات اللبنانية" والذي شغل مركز نائب نقيب المهندسين من العام 2004 الى العام 2007 الى أن "القوات دعمت ترشيحه منذ سنتين تقريباً، واليوم هناك ثلاثة أسماء مطروحة عن القوات للأعضاء ايلي كرم (الفرع الأول)، ميشلين وهبة (الفرع السابع)، مارون رومانوس (الهيئة العامة)"، مضيفاً: "صحيح أنه لم يعد هناك 8 و14 آذار، ولكن هناك أحزاب داعمة لنا وننتظر الدعم من حلفائنا السابقين والحاليين، بمن فيهم "التيار الوطني الحر" ونأمل أن نصل الى نتيجة قبل السبت المقبل". مشدداً على أنه "يركّز في برنامج عمله على التعليم الجامعي الهندسي وكيف يجب أن يكون، ماذا تنتظر النقابة من المهندسين؟، موضوع الطبابة، ادارة النقابة وفروعها بالمحافظات واللامركزية الادارية"...
في المحصّلة يعوّل مرشح القوات على تفاهم ما يجنّبه المعركة مع بول نجم مرشح التيار قبل موعد الانتخابات، إلا أن أجواء العونيين تشير الى أن التيار مصرّ على خوض هذه المعركة حتى النهاية، وما الخلوة المتنيّة لكوادر التيّار في المتن والذي دعي المهندسون في المتن الى جلسة مع نجم فيها إلا خير دليل على نية الاستمرار بالمعركة، فيومها اعتلى النائب ابراهيم كنعان والوزير السابق الياس بو صعب المنبر داعين جميع المهندسين للاقتراع لمرشّح التيار. فهل يقطف بول نجم الرئاسة ام تذهب الى مرشح "القوات" أو الى ثالث مجهول؟.