رغم ضيق المساحة الجغرافية لـ «مخيم عين الحلوة» ما زالت عملية الحسم التي تقودها حركة «فتح» في مواجهة مجموعة بلال بدر التي يقال ان عديدها لا يتعدى الـ25 شخصاً في حالة الانتصار على هذه المجموعة الارهابية التي تلقت دعماً لناحية العناصر على اثر انضمام 30 ارهابياً اضافة الى ان هؤلاء يتفوقون على مقاتلي «الحركة» لناحية القتال حتى الموت في سبيل الجهاد فضلاً عن الانقسامات التي ترزح تحتها «فتح» الامر الذي يجعل عملية الحسم تطول وهنا لا بد من الاشارة الى حادثة استشهاد الضابط الفلسطيني عامر علاء الدين الذي يحمل لقب «الخميني» الذي طلب منه احدهم المساعدة وعندما اقترب بادره باطلاق النار عليه وفق مصادر خاضت جولات كثيرة لمنع امتداد شرارة القتال في المخيم الى محيطه.
وتضيف المصادر ان عملية تصفية مجموعة بدر اتخذت بعد ان تمادت في عملية الاغتيالات وهي تملك قدرات قتالية كبيرة وتتزود بالاسلحة بشكل مستمر عبر مسارب او انفاق لافتة الى ان المجموعات الاخرى التي يقودها توفيق طه ومحمد وهيثم الشعبي واسامة الشهابي تمارس اليوم نوعاً من التعقل تجاه ما يحصل ليقينها بان القرار بالقضاء على الارهابيين قد اتخذ من هنا كانت مطالبة بلال بدراما بتسليم نفسه مع المطلوبين والمشاركين في التعدي على القوة الفلسطينية المشتركة او الحسم.
لكن مصادر اخرى خبرت الصراعات الفلسطينية - الفلسطينية ترى ان الحل الامني لن يصل الى الهدف المنشود كون اللعبة داخل المخيم تتجاوز اللاعبين الصغار فالقضاء على ظاهرة بدر لا تعني انتهاء المربعات الارهابية حيث ستظهر اسماء اخرى لكنها تحمل المضمون نفسه من هنا ضرورة ان يكون الحل عاماً سياسياً اجتماعياً بالتعاون بين الدولة اللبنانية والمنظمة الفلسطينية وليس خاص.
اما الاسماء فليس لديها الاهمية التي توازي المجموعات التي يمكن الاستفادة منها لتنفيذ «اجندات» خاصة في ظل لامركزية الوضع الفلسطيني وعدم وجود قرارات حاسمة لناحية انهاء هذه الظواهر التي تقض مضجع ابناء المخيم وجواره الذي يعيش اليوم حالة هلع وترقب فضلاً عن توقف العجلة الاقتصادية بنسبة كبيرة ولا يخفي المصدر امكانية ضلوع العدو الاسرائيلي عبر اطراف جانبية لناحية جعل المخيم بركاناً متحركاً لا يمكن التكهن بالوقت الذي يمكن ان يقذف به حممه على اهل المخيم ومحيطه.
مسؤول الجبهة الشعبية في صيدا الحاج رفعت جبر اكد في حديث لـ«الديار» ان حوالى 40 عنصراً من الجبهة دخلوا الى المخيم يوم الاثنين واتخذوا مواقع قتالية لمساندة الفصائل الفلسطينية وستساندهم مجموعة اخرى وهم على اهبة الاستعداد لانطلاق عملية القضاء على مجموعة بلال بدر الذي انتقل الى حي المنشية الذي يشكل حاضنة للاخير وهو مخبأ فضل شاكر الذي يؤمن رامي ورد حمايته.
وفي رد لجبر عن سبب التركيز فقط على بلال بدر في حين هناك اسماء اخرى تعتبر من النجوم في عالم الارهاب ومنهم توفيق طه اسامة الشهابي محمد وهيثم الشعبي لفت الى ان هؤلاء اليوم يمارسون نوعاً من الهدوء وعدم زج انفسهم اليوم في حرب ربما ستكون خاسرة للبعض منهم وهم وافقوا على خطة الانتشار باستثناء بدر لذا تم خوض المعركة وهي لم تحسم لعدة اسباب اولاً الطبيعة الجغرافية للاحياء الامر الذي انعكس دماراً على حي الطيري معقل بدر ولذا تم ايقاف العمليات العسكرية بعدما سيطرت القوات المشتركة على الحي وهناك شارع يفصل بينه وبين المنشية المربع الجديد للاخير وهو الذي يحيط به حي اهل السمارية (منطقة في فلسطين) وحي اهل عمقا، اما السبب الثاني فهو ان المشاركة الفعلية لحركة فتح تقتصر على كتيبة واحدة لافتاً الى ان «اللينو» لا يحيد عن قرار الفصائل وهو صادق مع نفسه ومشاركته تنتظر القرار الجماعي من الفصائل.
وردا على امكانية انتقال المعركة الى حي المنشية وبذلك ندور في حلقة مغلقة وسيلقى حي المنشية المصير نفسه في حال وجد بدر ملجأ آخر فقد اعتبر جبر ان الامر غير مستبعد لافتاً الى ان هيثم الشعبي لديه رغبة بمساعدة بدر لكنه لا يملك القدرة بسبب وجوده في حي الطوارىء الذي يعتبر ساقطا عسكريا فلا يستطيع فتح اي معركة اما اسامة الشهابي فهو ضد الاغتيال في مخيم عين الحلوة وفي حال طلب منه المغادرة فسيفعل في حين ان توفيق طه لا يقوم باي تحرك.
وقد ختم جبر ان التباين مع حركة «فتح» تم تخطيه في سبيل القضاء على الارهابيين مؤكداً ان عناصر الجبهة دخلوا بشكل رسمي الى مخيم عين الحلوة وان هناك بوادر جديدة ستظهر على الساحة اليوم.