من هو يسوع المسيح؟
"أؤمن برب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد تامولود من الاب قبل كل الدهور هو الذي من اجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء وتجسد من مريم العذراء وصار انسانا وصلب لاجلنا ومات وقبر وقام. هو نور من نور، اله حق من اله حق، مولود غير مخلوق مساو للاب في الجوهر، الذي به كان كل شيء الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء وتجسد من روح القدس ومن مريم العذراء وتأنس وصلب على عهد بيلاطس البنطي وتألم ومات وقبر وقام في اليوم الثالث كما في الكتب وصعد إلى السماء، وجلس عن يمين الله الاب، وأيضاً يأتي بمجد عظيم ليدين الاحياء والاموات الذي لا فناء لملكه ونؤمن بالروح القدس، الرب المحيي المنبثق من الاب والابن الذي هو مع الاب والابن يسجد له ويمجد والناطق بالانبياء والرسل وبكنيسة واحدة، جامعة مقدسة رسولية، ونعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا ونترجى قيامة الأموات، والحياة في الدهر الآتي. أمين.
ان المجمع المسكوني الثاني المنعقد في القسطنطينية سنة 381، هو الذي وضع هذا القانون وهو يعيد في قسمه الاول حتى "عبارة الروح القدس" ما أعلنه المجمع المسكوني الاول المنعقد في نيقة سنة 325 لذلك سمي بالقانون النيقاوي فنحن لا نؤمن ولا نقبل البدعة الاريوسية ولا المظهرية poetisme وبال بالشكلانية mode-lisme وبال بالتبونية adoptionisme ولا بالنسطورية ولا بالطبيعة الواحدة monophydites ولا بالمشيئة الواحدة mono- thelisme ولا بدعة الفعل الواحد monoenergisme بل نؤمن أن يسوع المسيح هو شخص واحد في طبيعتين ومشيئتين.
يسوع اله حقيقي وانسان حقيقي
شخص المسيح هو الحدث أي الحقيقة القصوى. فالله ليس فكرة أو تصوراً أو وهماً أنه علاقة حياة بين الاب والابن والروح القدس ومنها يتدفق الله في الخلق والتجسد والفداء بصلة محبة جوهرية تصل الاب بالابن والروح القدس فيصبح الله كما يقول القديس غريغورويوس النزيري: "الله هو استمار كشف ودوام وحي لذاته، يحركه دون انقطاع الوجدان البشري وينير ظلماته" (اللاهوت المسيحي والانسان المعاصر الاب سليم بسترس، المكتبة البوليسية 1999، ص 28).
أصلنا الهي ووجودنا الهي
لذلك نحن نؤمن أن أن اصلنا الهي وكياننا الهي ووجودنا الهي ومصيرنا الهي. بتجسيد يسوع تألهت بشريتنا وبقيامته دخلت حياتنا حياة أبدية وبصعوده صعدنا معه لنجلس معه عن يمين اله بالكرامة والمجد. التيولوجيا والانتربولوجيا مرتبطتان بفعل تجسد ولقاء وخلاص.
من هو يسوع
هو الانسان الاله المتجسد (انتربولوجياً) والمولود من مريم بالجسد وهو نفسه ابن الله الوحيد (تيولوجياً) المولود من الاب قبل كل الدهور فهو اله حق مساو للاب في الجوهر وهو انسان حق كامل الانسانية والتجسد.
تلاقي التيولوجيا والانتربولوجيا
المسيح في شخصه وفي طبيعته الالهية هو دين الله الذي ظهر متجسداً في زمن معين وفي بيئة جغرافية محددة ومجتمع انساني محدد وثقافة معينة وهي مزيج كبير من اليهودية والكنعانية والعربية.
وتلاقت التيولوجيا بالانتربولوجيا وحلت التيولوجيا بالانتربولوجية أي حل الللاهوت بالناسوت فاللاهوت لم يحرق أو يدمر الناسوت ولم يخسر شيئاً من ذاته اللاهوتية ولم يحل بشكل صورة أو مشابهة، بل بألوهية كاملة وغير منقوصة في شخص انسانياً كامل الصفات.
والناسوت أو الانتربولوجيا بقي كاملاً ولم يكن وعاء أو انبوباً أو حاوية للاهوت بل كما نقول في ليتورجيتنا المارونية وفي القداس الالهي بوحدة كاملة بين التيولوجيا والانتربولجيا دون تدمير أو انتقاص من أحدهما أو تلوث أو تدنيس أحدهما للاخحر، اذ تقول وحدت يا رب لاهوتك بناسوتنا وناسوتنا بلاهوتك اخدت ما لنا، واعطيتنا ما لك حياتك بموتنا وموتنا بحياتك.
تيولوجيا متأنسة وانتربولوجيا متألهة
فاتى يسوع كمرسل من الله نفسه وممثله ووكيله انه هو ابن الله وهو المسيح وهو ابن الله وابن البشر. هذه هي التيولوجيا العظيمة للتجسد أو الانتربولوجيا المتألهة كما يقول يوحنا فم الذهب يسوع هو الرب السيد الـ"الكيريوس" "مور" "ربي والهي" يوحنا 20/27-28.
أخلى ذاته
هذا ما يعلنه نشيد قديم للمسيحيين الاولين وقد ادخله بولس في رسالته الى الفليبين (2-6/11) "هو القائم في صورة الله، لم يعتد مساواته لله حالة مختلسة، بل لا شيء ذاته.
أخلى ذاته: الحالة الكنوزية، اخذاً صورة عهد، حائراً شبيهاً بالبشر فوجد كبشر في الهيئة. ووضع نفسه وطار طائعاً حتى الموت، بل موت الصليب، لذلك رفعه الله رفعة فائقة وانعم عليه بالاسم الذي يفوق كل اسم لكي تجثو ليسوع كل ركبة مما في السماوات وعلى الارض وتحت الارض. ويعترف كل انسان بأن يسوع هو رب لمجد الله".
يسوع ابن الله
يسوع هو "ابن الله" المزمور الثاني يقول: لا أنت "ابني، أنا اليوم ولدتك، سلني فاعطيك الامم ميراثاتك واقاصي المسكونة (708). "ومن مصر دعوت ابني (هوشع (11/1) "أنا أكون، وهو يكون لي ابنا، (سفر الملوك الثاني 7/12_14)
يسوعهو الكلمة الخالقة التي بها الله كلمنا وارسلها لخلاصنا حباً بنا، وأنه خلق العالم بكلمته عندما قال: "كن" ولكنه صنع الانسان بيديه ونفخ فيه روحه ولم يقل له "كن". كبقية خلائق ومصنوعات الوجود انه المسيح ابن الله (مرقس (1/1) أنه المسيح أبن الله الحي (متى 16/16) أن يسوع هو المسيح ابن الله الحي (يوحنا 20/30) المسيح "هو صورة الله غير المنظور (كولوسي 1/25) و"صورة جوهر الاب" (عب 1/32 يسوع هو الله الابن تيولوجيا وهو "المجسد ابناً للبشر، انتربولوجياً هوالابن الوحيد في حضن الاب وهو ولاب واحد: أنا والاب واحد (يو: 10/ (38 "ومن رآني فقد رأىالاب (يوحنا 14/9) ويسوع هو الكلمة.
في البدء كان الكلمة
"في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله وكان الكلمة: الهي (تيولوجيا) والكلمة صار جسداً (انتربولوجيا) وسكت في ما بيننا، وقد شاهدنا مجده، ممجداً من الاب لابنه الوحيد، الممتلىء نعمة وحقاً (يوحنا) وهو كلمة الحياة، انه الحياة التي ظهرت (يو: 1/1) والكلمة هي الله: (يو: 1/1) فيسوع هو ظهور الله في الجسد.
بعد هذه الكلمة لم يعد لله كلمة أخرى يقولها كما قال يوحنا الصليبي. لانه عندما اعطانا ابنه والابن هو كلمته الاخيرة القاطعة قال لنا كل شيء دفعة واحدة، ولم يعد لديه ما يقوله. (زمن الميلاد الكسليك 2010 ص 25)
يسوع هو انتربولوجيا بتجسده وحياة في زمان ومكان ومجتمع وثقافة هو انسان حق هو "انتربوس" anthropos وهو اله حق theos وان فيه طبيعتين: طبيعة الهية (تولوجيا) وطبيعة انسانية (انتربولوجيا) وكلتا الطبيعتين متحدة في اقنوم واحد هو اقنوم الاب الاله المتجسد وهو الاقنوم الثاني من الثالث الاقدس والاله الواحد.