ذكرت صحيفة "الحياة" ان تحقيقات الأجهزة الأمنية المصرية كشفت أن "تنسيقاً متقدماً يتم بين فرع تنظيم "داعش" في شمال سيناء وخلايا التنظيم في العمق المصري، التي تتخذ من الجبل الغربي المتاخم لمحافظات الصعيد ملجأ لها، ومنطلقاً لتنفيذ اعتداءات دامية أرهقت مصر خلال العام الحالي، الذي شهد تراجعاً لافتاً في الهجمات في سيناء".
وذكرت ان "مواجهة قبل يومين، بين مكمن متحرك للشرطة في مدينة أسنا في محافظة الأقصر جنوب مصر ومسلحين، فر أحدهما وتم توقيف الآخر، قادت أجهزة الأمن إلى معلومات مفصلة بخصوص الخلايا العنقودية للتنظيم في العمق والتنسيق مع "داعش" سيناء. وقد كان مسلحان بانتظار شخص ثالث يحمل خرائط المواقع التي خطط التنظيم لاستهدافها في الأقصر، وحدث تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن عندما سعى ضابط الى تفتيش السيارة التي يستقلانها، وفر أحدهما ويُرجح أنه عمرو سعد عباس قائد أخطر خلايا "داعش" في العمق، وتم توقيف الثاني، الذي كشفت وزارة الداخلية عن هويته وهو عيد حسن عيد سليمان (29 سنة) الذي اتضح أنه من أبناء شمال سيناء، وتربطه صلة قرابة مع متهمين بارزين في قضية تنظيم "أنصار بيت المقدس".
ولفتت الى أن "الخلية كانت تُخطط للهجوم على دير القديس مار جرجس في جبل الرزيقات في أرمنت في الأقصر، وهو واحد من أشهر أديرة المسيحيين في مصر، وله مكانة بارزة، ويقصده آلاف المسيحيين خصوصاً في شهر تشرين الثاني بالتزامن مع ميلاد القديس "مار جرجس" في احتفالات تستمر أسبوعاً. وأوضحت المصادر أن الخلية كانت تُخطط لاستهداف الدير بهجوم انتحاري يوم الجمعة الماضي، لولا المطاردة التي جرت مع الشرطة في أسنا ليلة الخميس".
واوضحت ان الهجوم الذي تم إحباطه كان مقرراً له أن يُحاكي هجوماً قبل شهور قُتل فيه عشرات المسيحيين الذين كانوا متوجهين إلى دير في صحراء المنيا. وعلى رغم إلغاء الكنيسة رحلات المسيحيين إلى الأديرة إلا أن الخلية المتطرفة كانت تُعد لتفجير الدير ذاته بهجوم انتحاري، وقتل رُهبانه.
وفي السياق عينه، كشفت صحيفة "الحياة" ان المسلح الذي أوقفته في أسنا عيد سليمان أدلى بمعلومات عن التنسيق بين فرع "داعش" في شمال سيناء وخلايا التنظيم في العمق المصري واتصالات بين قادتها تتعلق بتجنيد مسلحين للانخراط في صفوف التنظيم والدفع بها إلى المنطقة التي يريد التنظيم تكثيف هجماته فيها، سواء في الشرق أو الغرب. وأضافت المصادر أن الهجمات الانتحارية التي استهدفت الكنائس في الشهور الماضية وقتل فيها عشرات المسيحيين، وتبناها تنظيم «داعش» وخطط لها ونفذها فرع التنظيم بقيادة عمرو سعد عباس، لم تكن بعيدة من فرع التنظيم في سيناء، إذ تم الدفع بمسلحين وانتحاريين تم تدريبهم في سيناء لتنفيذ تلك الهجمات التي كان من ضمن أهدافها تشتيت الأمن وتخفيف الضغط على فرع التنظيم في شمال سيناء.