درس الآباء، خلال السينودس السنوي العادي لأساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية، الّذي عُقد برئاسة بطريرك السريان الأنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، في الفترة الممتدة من 3 حتّى 7 الحالي في الكرسي البطريركي في دير سيدة النجاة - الشرفة بدرعون - حريصا، "الأوضاع الراهنة في الشرق، وما يعانيه أبناء الكنيسة السريانية كما آخرون من الكنائس الشقيقة، من جراء الأزمات والنزاعات المخيفة في سوريا وفي العراق، فضلاً عن عدم الإستقرار والإضطرابات في الأراضي المقدسة، ومآسي المسيحيين في مصر"، مشيرين إلى أنّ "هذه الأوضاع تسبّب آلاماً وإضطهادات تدفع إلى النزوح القسري، وإلى التهجير والإقتلاع من أرض الآباء والأجداد، مع ما يشكّله ذلك من تهديد خطير لمستقبل حضورنا في الشرق، واستمرار أداء الشهادة لإله المحبة والفرح والسلام في هذه البقعة من العالم حيث ولدنا وأرادنا الله أن نكون".
وبحث الآباء، "الوضع في لبنان الّذي لا يزال يعاني أزمات سياسيّة واقتصاديّة واجتماعيّة وأمنيّة، ويرزح تحت عبء مليوني نازح ولاجئ يتزايد عددهم سنويّاً بعشرات الألوف"، معربين عن ارتياحهم لـ"إنتصار الجيش والقوى الأمنية على الإرهاب في جرود سلسلة جبال لبنان الشرقية"، معربين عن أملهم في أن "تجري الإنتخابات النيابية في مواعيدها"، مجدّدين الطلب بـ"رفع الغبن اللاحق بالسريان لعدم تمثيلهم في البرلمان وسائر المؤسسات الرسمية في الدولة".
وأعربوا عن ارتياحهم "لما يشاهدونه في سوريا من عودة تدريجيّة للأمن والإستقرار بعد أكثر من ستذ سنوات من الحرب الّتي فرضت على هذا البلد. فقد تمّ تحرير حلب، وها هو الأمن يستتبّ في معظم أنحاء البلاد"، مطالبين الأسرة الدولية وجميع ذوي الإرادات الحسنة بـ"بذل الجهود لإقرار حلّ سياسي عادل وتسريع عودة النازحين والمهجرين السوريين إلى ديارهم، فيسهمون بثقة وفعاليّة في إعادة إعمار بلدهم".
وشدّد الآباء حرصهم على "سلام العراق وأمانه رغم المرحلة الراهنة الّتي يعانيها وانعكاساتها السلبية على مستقبل المواطنين"، داعين إلى "حلّ النزاعات والخلافات بالحوار البناء الّذي يضع مصلحة الوطن فوق كلّ اعتبار"، مثمّنين الدور الإيجابي الّذي يقوم به الرئيس والحكومة في مصر، ممّا يساهم في النهوض الإقتصادي وفي زرع بذور الأمل بالمستقبل لدى المسيحيين بعد ما عانوه من مآس وأعمال عنف وإرهاب".
كما أكّدوا "دعمهم مساعي المصالحة والوحدة بين جميع أطياف الشعب الفلسطيني، وحقّه في إقامة دولته، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم بحسب مقررات الأمم المتحدة".