اسف الدكتور جلبير المجبر "لما ورد عبر قناة العربية من إهانة مباشرة مقصودة بحق رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، بوصفه رئيساً مسيحياً لا لبنانياً، مرتهناً للمصالح الإيرانية وساعياً فقط لدعم حزب الله على حساب لبنان كما ورد على لسان القناة"، معتبرا ان "هذا الكلام بحق رئيس الجمهورية ميشال عون يشكل اهانة لكل اللبنانيين دون استثناء، مع ان وصفه بالرئيس المسيحي لا يُنقص من قيمته الوطنية، بل يمس فقط بعقلية القناة وسياساتها التي أتت هذه المرة مغايرة لكل واقع وحقيقة ومنطق وعقلانية".
وشدد المجبر على إن "قناة العربية مدعوة ومعها من يديرها ويحركها لأن تعاود إجراء قراءة متأنية للنظرة للبنان، هذا الوطن الذي لا يمكن كسره او فرض شروط عليه مهما كانت بنودها ومضمونها، وبالتالي فهذه اللغة الخشبية من التعاطي لن تصل يوماً لأي نتيجة، وهي تهدف فقط لخلق فوضى ناعمة يتم عبرها إجراء الضغط في أماكن أخرى"، مضيفا:"
اننا لم نكن في وارد الرد على قناة العربية لاننا نرى في الوسائل الإعلامية مساحة للتعبير الحر ونحن من دعاة الحرية الإعلامية لكن بشرط ألا تكون على حساب كرامات الناس والأوطان، من هنا دعوتنا للقيمين على قناة العربية التي نحترم أن تعاود قراءة مواقفها من دولة عربية شقيقة ورئيس عربي، بعيداً عن اي خلفيات دينية أو سياسية، لا تخدم أحداً ولا تفيد في رسم اي معادلات"، مشيرا الى إن "الدعوة موجهة للمملكة العربية السعودية ولخادم الحرمين الشريفين الذي نستلهم من فكره النّيِّر كي يعيد ترتيب المواقف وتغليب لغة العقل والمنطق على ما عاداها من خطابات نحن بالغنى عنها".
من جهة اخرى لفت المجبر الى انه "في ضوء ما حصل من مستجدات سياسية تمثَّلت بإستقالة مباغتة لرئيس الحكومة سعد الحريري، وفي خِضم دخول لبنان عبر الاطراف السياسية كافة في لعبة التحالفات الإقليمية عبر استخدامهم كأدوات محلية لإثارة مناخ يخدم تلك القوى الخارجية على حساب لبنان، وإنطلاقاً من أن الوضع اللبناني الداخلي كما الشعب بأغلبيته بات أسيراً لتلك السياسات وعاش في ظروف قاسية انطلاقاً منها، فلا بد من إعادة قراءة المسار الذي رسم الأحداث السياسية اللبنانية منذ ما بعد الحرب الأهلية، بعيداً عن مبدأ لعبة الشطرنج التي انتهجتها الطبقة السياسية على قاعدة "مات الشعب ليحيا الزعيم"، مؤكدا ان "الأحداث الحالية تتطلب إعادة تموضع سياسي جديد بعيداً عن النهج التقليدي والزعامات التقليدية التي استفادت من كل الظروف التي حصلت، لا بل أنها وفي كثير من الأحيان خلقت الظروف التي تناسب ومصالحها، فيما الوطن كان الضحية الأكبر".
وشدد المجبر على ان "المنطق والعقل يفترض منا إعادة قراءة التاريخ، وهذا التاريخ الجديد يجب ان يكتب ببصمات الناس المدعوة اليوم لإنتاج طبقة سياسية ترى فيها مستقبل الوطن الجديد والأفضل، انطلاقا من كل الأحداث الماضية، وفي ضوء كل ما حصل، وفي ضوء التخبطات التي شبعت منها الساحة وأكلت من أكتاف اللبنانيين حتى أصبحوا عظاماً بلا روح او حتى فائدة تُذكر"، لافتا الى اننا "مدعوين لأن نُنقذ لبنان من عقلية تقليدية داخلية ومصالح واطماع دول خارجية، حتى نكون على قدر طموحات هذا الوطن، ونعيد لأهله بعضاً من كراماتهم التي انهكتها الظروف".