ذكرت "الاخبار" انه فُهم من التواصل اللبناني ـــ العربي ـــ الدولي أن غالبية الدول المعنية بالشأن اللبناني، بما فيها الإمارات العربية المتحدة والكويت ومصر وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، أكّدت تمسكها ببقاء سعد الحريري على رأس الحكومة ورفضهم أي خطوة تهدد الاستقرار.
وكان الجانب المصري حاول تبنّي فكرة أن تتولى القاهرة ضمان التزام الحريري بسقف مقبول من السعودية وأميركا، وعرضت على السعودية أن تقوم هي برعاية الحريري بدلاً من الرياض. لكن الأجوبة لم تكن حاسمة. ويعود قلق القاهرة إلى أن نتائج الجولة العربية لوزير الخارجية المصري سامح شكري، الأسبوع الماضي، كشفت عن حجم القلق، خصوصاً في الكويت والأردن، مما يقوم به ولي العهد السعودي. حتى أن المصريين سمعوا في أبوظبي أن المسؤولين الإماراتيين لم يكونوا على علم مسبق بما جرى مع الحريري، وأنهم ساعدوا على إقناع ابن سلمان بتركه يعود الى بيروت.
وبحسب مصادر دبلوماسية عربية، فإن المصريين تثبتوا خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب من أن السعودية أجرت مراجعة، بضغط أميركي، لتطورات الأسبوعين الأخيرين، وأن لدى ابن سلمان هاجساً واحداً، وهو كيفية توجيه ضربة كبيرة في اليمن. ولفتت المصادر إلى احتجاج مصري على استمرار تجاهل ابن سلمان للقاهرة في خطواته الاقليمية. وقالت إن "شكري شدد خلال جولته على أن القاهرة لا تقبل بأن يتم إخبارها بالخطوات عبر الاعلام، ولن تقبل تكرار بعض الأخطاء التي رافقت إنطلاقة المعركة ضد قطر"، حيث تبين أن السعودية والامارات بادرتا الى خطوات ضد الدوحة من دون إشعار المصريين بها مسبقاً.
اضافت المصادر أن "مصر قلقة جداً حيال الأزمة في لبنان، ولذلك طالبت جميع حلفائها في المنطقة، وعلى رأسهم الامارات، بممارسة ضغوط على ابن سلمان لإقناعه بأن لا يبادر مرة جديدة إلى خطوات مرتجلة، وبأن يعمل على السير في تثبيت استقرار لبنان، من خلال ترك الحريري يعيد صياغة اتفاقاته اللبنانية ويبقى في رئاسة الحكومة".
وبحسب المصادر العربية، فان ابن سلمان تحدّث أمام جهات حليفة له عن عدم ممانعته استمرار الحريري في قيادة فريقه السياسي حتى الانتخابات النيابية المقبلة. لكن السعودية تريد منه إعادة ترميم حلف 14 آذار وعدم التحالف مع التيار الوطني الحر في الانتخابات المقبلة.