أوضح وزير الخارجية الأسبق فارس بويز، أنّ "عودة رئيس الحكومة سعد الحريري عن استقالته وإعادة تحريك مجلس الوزراء، ليسا مؤشّراً على أنّ الصراع في المنطقة قد توقّف أو جمّد"، مشيراً إلى أنّ "هذين الأمرين اللذين يخضعان للسيادة الداخلية لا يلغيان مشروع التصادم الأميركي – الإسرائيلي – الخليجي مع إيران، الّذي انطلق منذ بضعة أسابيع من خلال تفجير أزمة الحكومة في لبنان الّتي لم تنتهِ بعد رغم التدخلات الأوروبية للتهدئة، ورغم إعادة تصويب الحسابات من قبل الفرقاء المعنيين. وهذا ما يخرج المنطقة ولبنان من دائرة الأزمة".
ولفت بويز، في حديث إلى وكالة "أخبار اليوم"، إلى أنّ "لدى إسرائيل هدف كبير مبني على القلق من حجم وقوّة "حزب الله" العسكرية وخاصّة الصاروخية منها، لا بل من واقعه الإقليمي الجديد الّذي جعل منه لاعباً إقليمياً، وأيضاً من حجم نفوذه في سوريا والجولان"، منوّهاً إلى أنّ "في المقابل، هناك قلق مماثل لدى السعودية حيال حجم "الحزب" ودوره في اليمن، وبالتالي بات هناك نقطة مشتركة بين تل أبيب والرياض تحظى بمباركة أميركية".
وبيّن أنّه "قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، يأتي في توقيت وكأنّه يطلق مشروع التصادم هذا، وبالتالي، لبنان ليس بمنأى من انفجار هذا الصراع"، مركّزاً على أنّ "إسرائيل اعتقدت أنّها غرّقت "حزب الله" في الوحول السورية، إذ به يخرج منتصراً وأكثر قوة، لا بل بات جيشاً نظامياً بعدما خاض حرباً بكلّ مفاصلها المخابراتية واللوجستية وإدارة الحرب الشاملة".
ورأى بويز، أنّ "حظوظ الإنتخابات النيابية اليوم أدنى ممّا كانت عليه منذ نحو شهرين. وفي الوقت عينه تخضع هذه الإنتخابات إلى الحسابات الداخلية"، متسائلاً "هل لكلّ الجهات مصلحة في إنجازها في أيار المقبل؟ علماً أنّ هناك جهات تتخوّف من الخسائر التي قد تلحق بها"، مشدّداً على أنّه "لا يتوهمن أحد أنّ الوضع في لبنان مستتبّ، لأنّ كلّ ما في الأمر هو مفعول حبّة أسبرين سينتهي سريعاً".