نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية مقالا، أشارت فيه إلى ان "الأجواء الاحتفالية كانت غائبة أثناء إضاءة شجرة ​عيد الميلاد​ في ​القدس​، قرب الموقع الذي يعتقد المسيحيون أن ملاكاً أعلن منه ولادة ​السيد المسيح​ للرعاة المحليين"، مشيرةً إلى أن "رئيس أساقفة القدس والبطريرك اللاتيني السابق للقدس البطريرك ميشال صباح ، كان يتحدث أمام حشد في بلدة بيت ساحور في ​الضفة الغربية​ المحتلة وقال "قرر الاحتلال حرماننا من فرحة عيد الميلاد، قالها الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​ صراحة؛ القدس ليست لكم".

ولفتت إلى ان "قرار ترامب أثار معارضة واسعة بين المسيحيين في جميع أنحاء ​الشرق الأوسط​"، مشيرةً إلى أن "بابا ​الكنيسة القبطية​ المصرية – الذي يقود أكبر طائفة مسيحية في الشرق الأوسط – ألغى اجتماعاً مقرراً مع نائب ترامب ​مايك بنس​ في ​القاهرة​، كما حذّرت الكنيسة الكلدانية في ​العراق​ من أن خطوة ​البيت الأبيض​ حول القدس ستثير العنف الإقليمي والتطرف، وطالبت إدارة ترامب باحترام قرارات ​الأمم المتحدة​ حول المدينة".

وأضافت الصحيفة "في مدينة ​بيت لحم​ بالضفة الغربية، التي يمثّل المسيحيون 12 في المئة من سكانها، والتي سيزورها بنس، أُطفئت أضواء شجرة عيد الميلاد هناك احتجاجاً على إعلان البيت الأبيض. حين تتجول في المدينة ترى على الجدار العازل الذي بنته ​إسرائيل​ ويفصل بين بيت لحم والقدس عبارة: «سيد بنس، أنت غير مرحب بك». وأردفت: «كما أقام المتظاهرون اعتصاماً خارج ​كنيسة المهد​ التي بنيت على الموقع الذي يُعتقد أنه مسقط رأس السيد المسيح. وقال صالح بانداك السياسي المسيحي في بيت لحم: لن نستقبل السيد بنس هنا".

وأفادت أنه "بينما أثار النبأ استياء المجتمعات المسيحية في الشرق الأوسط، كان الهدف من الخطوة إرضاء الناخبين الإنجيليين البيض، الذين دعموا ترامب بغالبية ساحقة في انتخابات الرئاسة، العام الماضي. كان المسيحيون الإنجيليون في ​أميركا​ – الذين يعتقدون أن حق اليهود في القدس ورد في ​الكتاب المقدس​ وأن هذا تمهيد ليوم القيامة – قوة ضغط قوية وراء القرار"، مضيفة "يشكو المسيحيون ال​فلسطين​يون من أن دعم المسيحيين الإنجيليين لإسرائيل لا يأخذ في الاعتبار ​حقوق المسيحيين​ واحتياجاتهم في وطنهم. وقال القس متري راهب، القس اللوثري في بيت لحم: هذا هو المكان الذي بدأ فيه كل شيء. ظهر الكتاب المقدس في فلسطين، وليس في الحزام الإنجيلي في ​الولايات المتحدة​، ولكن سكان الحزام يفسرون الكتاب المقدس بطريقة تجعل حياتنا صعبة".

وتابعت "الرئيس الفلسطيني ​محمود عباس​ ألغى لقاءه مع بنس، مما يجعل من غير الواضح ما إذا كان الأخير ما زال يعتزم زيارة بيت لحم في جولة كان من المفترض أن تشمل القدس والضفة الغربية ومصر وأكدت الكنيسة القبطية المصرية أن القرار الأميركي تجاهل مشاعر الملايين من العرب".