يصرح رئيس الحكومة سعد الحريري منذ فترة أن الأمر الثابت فيما يخص الانتخابات النيابية هو تحالفه مع التيار الوطني الحر، ومواجهته لمرشحي حزب الله، ولكن المفارقة أن حزب الله والوطني الحر حليفان منذ ما قبل حلف رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس الجمهوريّة ميشال عون، فهل سيتواجه الحزب انتخابيا مع صديق "وثيقة التفاهم" في العام 2006، وكيف ستكون صورة التحالفات؟.
يشدد تيار المستقبل على تحالفه مع رئيس الجمهورية وتياره، ويؤكد حزب الله على لسان أمينه العام السيد حسن نصر الله على أولوية تحالفه مع شريكه الشيعي حركة أمل، ووصول حلفائه الى المجلس النيابي، وما يقصده السيد نصر الله هم على سبيل المثال لا الحصر، أمين عام التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد، والحزب القومي والبعث وتيار المردة، مع العلم أن تحقيق هذا الهدف قد يستدعي إما وقوع معارك انتخابية بين حزب الله والتيار الوطني الحر في بعض الدوائر الانتخابية، او تباعد انتخابي بين الثنائي الشيعي. في هذا التقرير الأول سنتطرق الى تفاصيل دائرة صيدا جزين.
دائرة صيدا-جزين
تشتعل المنافسة في دائرة صيدا-جزين على 5 مقاعد نيابية تتوزع على: 2 للسنة، 2 موارنة، و1 روم كاثوليك. اما بالنسبة الى أعداد الناخبين في هذه الدائرة فهم على الشكل التالي بحسب القضاء والانتماء الطائفي والمذهبي:
قضاء صيدا: 1323 موارنة، 303 ارثوذكس، 1578 كاثوليك، 215 ارمن ارثوذكس، 31 ارمن كاثوليك، 155 انجيليون، 25 سريان ارثوذكس، 22 سريان كاثوليك، 139 اقليات، 50900 سنة، 6672 شيعة.
قضاء جزين: 33443 موارنة، ارثوذكس 1487، 8597 كاثوليك، 145 ارمن ارثوذكس، 89 ارمن كاثوليك، 165 انجيليون، 208 سريان ارثوذكس، 116 سريان كاثوليك، 288 اقليات، 1443 سنة، 12413 شيعة.
في هذه الدائرة تشير المصادر الى أن التيار الوطني الحر يقود محاولات حثيثة وجدية لتركيب لائحة تجمعه بتيار المستقبل وحزب الله، مكوّنة من 4 مرشحين (1 سني، 2 ماروني، و1 روم كاثوليك)، بحيث يُترك المقعد السنّي المتبقي لمرشح التنظيم الناصري في صيدا أسامة سعد. وتضيف المصادر: "يحاول الوطني الحر من هذه التركيبة أن يكسب حزب الله الى جانبه في معركة جزين، خصوصا أن الحزب يعنيه كثيرا وصول اسامة سعد الى الندوة البرلمانية بينما لا يوجد علاقة وثيقة بينه وبين المرشح ابراهيم عازار نجل النائب الراحل سمير عازار والمدعوم من حركة أمل، وبالتالي قد يقتنع حزب الله بالتصويت للائحة المستقبل والوطني الحر مقابل وصول سعد، مشيرة الى أن زيارات التهنئة بعيد الميلاد التي قام بها وفد حزب الله الى منطقة جزين شملت النائب زياد أسود والنائب أمل أبو زيد بينما لم تشمل المرشح ابراهيم عازار وهذا له دلالاته السياسية الكبيرة.
أما بحال لم ينجح الوطني الحر بنسج هذا التحالف فإن حزب الله سيكون الى جانب رئيس مجلس النواب نبيه بري في هذه المعركة بوجه تحالف المستقبل-الوطني الحر، وعندها سيكون أمام عازار فرصة كبيرة للوصول الى البرلمان بحال رشّح الوطني الحر 3 مرشحين في قضاء جزين. وتكشف المصادر أن وصول الأمور الى طريق مسدود بين الوطني الحر وحزب الله في هذه الدائرة قد يدفع الاول لترشيح مرشحين مارونيين اثنين فقط وإبقاء المقعد الكاثوليكي فارغا لقطع الطريق على عازار، الذي، بدوره قد يترك المقعد الكاثوليكي فارغا على لائحته ما يجعلنا أمام مشكلة قانونية كبيرة بحال استطاع الظفر بأحد مقاعد اللائحة واحتلاله المركز الثالث مارونيا لناحية عدد الأصوات التفضيلية، اذ أن تفسيرات القانون لم تحسم كيفية حل معضلة أن يكون للائحة فائزا واحدا وألاّ يكون لهذا الفائز مقعده حسب التقسيم المذهبي.
اذا لا تزال الأمور ضبابية بالنسبة لموقع حزب الله والوطني الحر في انتخابات صيدا-جزين، مع العلم أن في كواليس الثنائي الشيعي يُقال "ان الحليفين اتفقا على أن يختلفا في عدد من الدوائر.