بعد التعرف على بعض المفاهيم البارزة في قانون الإنتخابات الجديد، مثل الحاصل الإنتخابي والصوت التفضيلي وكيف يتم توزيع المقاعد على اللوائح وعلى المرشحين بشكل تفصيلي، في تقرير سابق خاص لـ"النشرة" بالتعاون مع مكتب الإحصاء والتوثيق الذي يديره كمال فغالي، بعنوان: "شرح تفصيلي لعملية فرز الأصوات حسب القانون النسبي الجديد"، ومن ثم التطرق إلى مفاهيم أخرى سيكون على الماكينات الإنتخابية التنبه لها خلال المعركة، مثل توجيه الناخب لكيفية الإقتراع السليم والتعرف على تأثيرات الكسور، في تقرير آخر بعنوان: "أخطاء على الناخب تجنّبها في الانتخابات المقبلة... وهذه هي تأثيرات الكسور"، من الضروري التطرق اليوم إلى التحالفات التي قد تكون مضرّة في حال عقدها.
لا يزال الكثير من السياسيين والمتابعين يتعاملون مع قانون الإنتخاب الجديد، القائم على النظام النسبي، بثقافة النظام الأكثري لدى الحديث عن التحالفات، بينما على العكس من ذلك مفاعيل التحالفات يمكن أن تكون متناقضة حسب الحالة.
في المثال التالي، سنعرض كيف من الممكن أن يؤدي تحالف بين لائحتين إلى الفوز بمقعد إضافي، وكيف من الممكن أن يؤدي نفس التحالف إلى خسارة مقعد، ما يدل على أنه في بعض الحالات قد يكون من الأفضل لحزبين حليفين ألاّ يتحالفا على متن لائحة واحدة.
في الحالة الأولى: دائرة من 10 مقاعد عدد المقترعين فيها 200 ألف، أي أن الحاصل الإنتخابي هو 20000 صوت، حصلت فيها لائحة "حزب أ" على 47 ألف صوت (2.35) وفازت بمقعدين، بينما حصلت لائحة "حزب ب" على 48 ألف صوت (2.4) وفازت بمقعدين، واللائحة الحمراء على 30 ألف صوت (1.5) وفازت بمقعدين، واللائحة الخضراء على 75 ألف صوت (3.75) وفازت بـ4 مقاعد.
في حال التحالف بين "حزب أ" و"حزب ب" ستكون النتيجة على الشكل التالي: تحالف "أ" و"ب" سيحصل على 95 ألف صوت (4.75) في حين ستبقى نتيجة اللائحتين الحمراء والخضراء على حالها، لكن بتوزيع المقاعد ستخسر اللائحة الحمراء مقعداً يمنح إلى لائحة التحالف "أ" و"ب"، والسبب يعود إلى أنه بعد التحالف بات كسر لائحة التحالف (4.75) بينما كسر اللائحة الحمراء بقي على حاله (1.5).
في الحالة الثانية: دائرة من 10 مقاعد عدد المقترعين فيها 200 ألف، أي أن الحاصل الإنتخابي هو 20000 صوت، حصلت لائحة "حزب أ" على 33200 صوت (1.66) وفازت بمقعدين، بينما حصلت لائحة "حزب ب" على 32900 صوت (1.65) وفازت بمقعدين، اللائحة الحمراء حصلت على 47100 صوت (2.36) وفازت بمقعدين، اللائحة الخضراء حصلت على 86800 صوت (4.34) وفازت بـ4 مقاعد.
بعد التحالف بين الحزب "أ" و "ب"، ستصبح النتيجة على الشكل التالي: تحالف "أ" و"ب" 66100 صوت (3.31) يفوز بـ3 مقاعد، اللائحة الحمراء 47100 صوت (2.36) تفوز بـ3 مقاعد، اللائحة الخضراء 86800 صوت (4.34) يفوز بـ4 مقاعد.
قبل التحالف كان مجموع المقاعد التي حصل عليها كل من "حزب أ" و"حزب ب" هو 4 مقاعد، لكن بعد التحالف أصبح عدد المقاعد هو 3، وفازت اللائحة الحمراء بمقعد إضافي، والسبب هو أن كسر لائحة التحالف بات 3.31 في حين بقي كسر اللائحة الحمراء على حاله 2.36.
تحالف الأقوياء
من المفارقات اللافتة، التي يجب أن تؤخذ في عين الإعتبار خلال عقد التحالفات، أن المشرّع اللبناني حدّد الوزن الإنتخابي للمرشح إستناداً إلى الأصوات التفضيلية في الدائرة الصغرى، حيث يتم ترتيب أسماء المرشحين في قائمة واحدة من الأعلى إلى الأدنى، وفقاً لما ناله كل مرشح من النسبة المئوية للأصوات التفضيليّة في دائرته الصغرى، الأمر الذي يعطي الأفضلية لمرشحي الأقضية الأصغر (الدوائر الصغرى) في جميع اللوائح.
في المثال التالي، الذي يتناول دائرة الشمال الثانية (طرابلس-المنية-الضنية)، تطرح علامات الإستفهام حول مصلحة المرشحين الأقوياء في طرابلس بالتحالف مع مرشحين أقوياء من المنية أو من الضنية، نظراً إلى أنه في ترتيب الأصوات التفضيلية ستكون الأولوية في الحصول على المقاعد التي فازت فيها اللائحة للمرشحين من المنية أو من الضنية:
المرشح رقم 1 عن دائرة المنية 2300 صوت (9.8) (عدد المقترعين 23500).
المرشح رقم 2 عن دائرة الضنية 3200 صوت (8) (عدد المقترعين 39984).
المرشح رقم 3 عن دائرة الضنية 3300 صوت (8.3) (عدد المقترعين 39984).
المرشح رقم 4 عن دائرة طرابلس 10500 صوت (7.8) (عدد المقترعين 134771).
المرشح رقم 5 عن دائرة طرابلس 9500 صوت (7) (عدد المقترعين 134771).
المرشح رقم 6 عن دائرة طرابلس 8500 صوت (6.3) (عدد المقترعين 134771).
المرشح رقم 7 عن دائرة طرابلس 6500 صوت (4.8) (عدد المقترعين 134771)
المرشح رقم 8 عن دائرة طرابلس 5000 صوت (3.7) (عدد المقترعين 134771).
المرشح رقم 9 عن دائرة طرابلس 4000 صوت (3) (عدد المقترعين 134771).
المرشح رقم 10 عن دائرة طرابلس 3800 صوت (2.8) (عدد المقترعين 134771).
المرشح رقم 11 عن دائرة طرابلس 3500 صوت (2.6) (عدد المقترعين 134771).