«غرفة الموك» التي أنشئت في العام 2013 ومقرّها الأردن، هي غرفة عمليات عسكرية لقيادة وتنسيق العمليات الإرهابية في سورية، وكانت تديرها الولايات المتحدة الأميركية وتشارك فيها دول عديدة منها بريطانيا وفرنسا والأردن ودول خليجية، والكيان الصهيوني وانضمّت إليها مجموعات وفصائل إرهابية عدة.
على مدى ثلاث سنوات، تصدّرت «غرفة الموك» المشهد الإرهابي في درعا والقنيطرة وريف دمشق، من خلال تخطيط وتنسيق معظم الهجمات التي نفّذتها المجموعات الإرهابية في تلك المناطق، والتي بالرغم من الإمكانات الهائلة التي سخّرت لها، سواء لجهة حشد أعداد كبيرة من الإرهابيين أو لجهة الدعم غير المحدود وعلى المستويات كافة، فإنها لم تحقق أهدافها.
في المقابل شنّ الجيش السوري وحلفاؤه خلال العام الماضي، عملية عسكرية واسعة حرّر فيها بلدات وقرى ومساحات واسعة، خصوصاً في ريف دمشق والمناطق الجنوبية، وبهذه العملية تمكّن الجيش السوري من توجيه ضربة قصمت ظهر الإرهاب وأفشلت كلّ الخطط والسيناريوات والأهداف التي وضعتها وحدّدتها «غرفة الموك».
منذ ما يقارب العام، لم تعد أنشطة الغرفة الإرهابية ملحوظة، فهل هذا مؤشر على تنحّي الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها عن قيادة العمليات الإرهابية ضدّ سورية؟ وهل انتفت الحاجة إلى غرفة عمليات عسكرية مقرّها الأردن؟
واضح، أنّ هناك تركيزاً من قبل أميركا وحلفائها على الاحتفاظ بمركز قيادة على الأراضي الأردنية، لتحقيق الغاية ذاتها التي أنشئت لأجلها غرفة الموك، فقد أعلنت وزارة الخارجية الأميركية ببيان أمس عن فتح الولايات المتحدة مركز تدريب جديداً في العاصمة الأردنية عمّان، لافتة إلى أنّ «وظيفة المركز الذي تمّ تمويل بنائه في إطار برنامج أميركي خاص بمواجهة الإرهاب، هي التدريب على التعامل مع الأزمات الأمنية والتفجيرات، والتحرّي عن هذه الحوادث، إضافة إلى تقديم خدمات طبية للمتضرّرين». وأكدت الخارجية الأميركية أنّ الأردن تحوّل إلى ميدان تدريب ذي أبعاد إقليمية لموظفين أمنيّين لأكثر من 20 دولة، زاعمة أنّ عمل المركز الجديد سيعزّز مكافحة الإرهاب في المنطقة!
بيان الخارجية الأميركية يمثل إشارة بالغة الوضوح بأنّ هناك خطة أميركية ـ غربية بالاشتراك مع دول عربية ومجموعات إرهابية لتفعيل «غرفة الموك»، لكن تحت مسمّى مركز تدريب لمكافحة الإرهاب، لتكون وظيفة هذا المركز إعادة تنشيط الخلايا الإرهابية في سورية على اختلاف مسمّياتها، بما في ذلك تنظيم داعش الإرهابي.
في المحصلة، فإنّ الولايات المتحدة وحلفاءها، وبعد أن فشلوا في التصعيد تحت ذرائع الكيميائي لوقف عملية تحرير الغوطة الشرقية، يتّجهون إلى تكثيف الاستثمار في الإرهاب على نحو غير مسبوق، الا أنّ كلّ المحاولات ستبوء بالفشل، بعد أن نجح الجيش السوري في الإطباق على الغوطة الشرقية وإحباط مخطط إرهابي، لتنفيذه جرى تحشيد وتدريب آلاف العناصر الإرهابية في الأردن والتنف وغير مكان.