خلقت نتائج الانتخابات النيابية التي جرت بالأمس مشهداً سياسياً جديداً تختلف فيه التوازنات وأحجام الكتل المؤثرة في مجلس النواب، وقد جاءت هذه النتائج مرضية لبعض الأحزاب ومخيبة لأحزاب أخرى. فكيف يمكن فعلياً قراءة نتائج هذه الإنتخابات وما تداعياتها على العمل السياسي في الأيام المقبلة؟!
في قراءة أولية لنتائج الإنتخابات النيابية رأى الخبير في الشؤون الانتخابية عبدو سعد عبر "النشرة" أنها "حملت نكسة كبيرة لتيار "المستقبل" ليس في عدد المقاعد التي خسرها بل في تدنّي نسبة المشاركة في بيروت وصيدا وطرابلس برغم كل الحملات الانتخابية والاعلانية التي قام بها التيار.
فاز تيار "المستقبل" بـ21 مقعداً نيابياً فيما كان حجم كتلته يصل الى 35 نائباً قبل الإنتخابات. هنا لا يتحدث عبدو سعد عن تدنّي المشاركة في الإنتخابات بقدر ما يتحدث عن الشخصيات المنافسة للحريري والتي فازت في دوائر عديدة مثل بيروت، حيث بات هناك وجود لفؤاد مخزومي وجمعية المشاريع الخيرية، في البقاع الغربي لم يعد مقعد تيار "المستقبل" موجودا بعد أن فاز به عبد الرحيم مراد، في صيدا دخل أسامة سعد على الندوة البرلمانية ليفقد بذلك التيار مقعدًا داخلها، وفي طرابلس اجتاح تيار "العزم" وفيصل كرامي عددا من المقاعد وهذه مشكلة بحدّ ذاتها".
وإذا كانت الإنتخابات النيابية قد حملت في طياتها ضربة للحريري إلا أنها حملت معها مفاجأة للقوات التي فازت بـ14 مقعداً (زحلة 2- بعلبك 1- بيروت 1- الشمال 3- كسروان وجبيل 2- المتن 1- بعبدا 1- عاليه 1- الشوف 1-عكار 1). بحسب ما يؤكد عبدو سعد، لافتاً الى أن "هذه النتيجة تعتبر جيدة ولكن ورغم أن مقاعد القوات زادت الا أن هذا لا يعني أن شعبيّتهم إرتفعت إنما المقاعد حصدتها "القوات" بفعل القانون الجديد"، مؤكداً في نفس الوقت أن "القوات" أصبحت تملك قوّة رئيسية مسيحية شريكة بالشارع المسيحي".
ويبقى الفوز الكبير من نصيب الثنائي الشيعي. وقد وصفه عبدو سعد "بالفوز الساحق، إذ حصل تكتل الوفاء والامل على 32 مقعداً وأهمية هذا الفوز أن الثنائي الشيعي أصبح شريكاً في كلّ المدن في لبنان من صيدا الى بيروت فطرابلس"، مضيفاً: "أصبح منافساً جدياً لرئيس الحكومة سعد الحريري في بيروت وقد فاز بثلاثة مقاعد حتى أنه كاد يفوز بالمقعد الرابع". أما بالنسبة للتيار الوطني الحر فرأى عبدو سعد أن "التكتل الذي فاز به جيّد، وصحيح أنه خسر في بعض المناطق ككسروان وجبيل إلا أنه عوّض خسارته بمناطق أخرى مسيحيّة"، معتبراً أن "النسبة الأكبر للتدني بالتصويت كانت لدى الطائفة السنيّة"، ولافتاً أيضاً الى أن "كتلة "المردة" ستكبر بحيث أنه سيضاف الى النواب الثلاثة التي فازت بهم في الشمال فريد هيكل الخازن ومصطفى الحسيني عن كسروان وجبيل وبالتالي يكون أصبح حجمها خمسة نواب".