لفت نائب رئيس "حركة أمل" هيثم جمعة، خلال رعايته افتتاح جمعية "كشافة الرسالة الإسلامية"- مفوضية البقاع، مخيمها التدريبي الصيفي تحت شعار "درب الرشاد"، وذلك في ملعب ثانوية الشيخ محمد يعقوب في الطيبة- بعلبك، إلى أنّ "هذه النشاطات تأتي ضمن توجّهات "حركة أمل" لتنمية قدراتها ورفد قواعدها بالعناصر المهيأة لحمل المسؤوليّات، وكذلك هي تجسيدًا لتوجّهات رئيس الحركة القائد العام لـ"كشافة الرسالة الإسلامية" رئيس مجلس النواب نبيه بري".
ونوّه إلى أنّكم "تفتتحون هذا المخيم والوطن يحتفل بانتصارات تموز، هذه الإنتصارات الّتي كان لكم مساهمة فيها وكان لدفاعكم المدني ولاخوانكم المتطوّعين المساهمة الكبرى في الصمود وفي الإنتصار، وهذا ليس غريبًا عنكم"، مشيرًا إلى أنّ "المطلوب من "كشافة الرسالة الإسلامية" التدريب الدائم والاستعداد لكلّ نداء وطني لبلسمة الجراح والتصدّي للكوارث".
وركّز جمعة على أنّ "لبنان لم ينساكم عندما كانت طواقمكم تخفّف من آلام الجرحى وكانت في الوقت عينه عرضة لعمليات القصف الإسرائيلي، فالتدريب هو تطوّر وتطوير العناصر الكشفية وفقًا لحاجات المؤسسة والمجتمع، ومن الطبيعي أن تقوم كشافة الرسالة الإسلامية بهذا الجهد المشكور حتّى تظلّ قادرة على تحقيق هدفها والحفاظ على مبادئها وعلى إيمانها"، مبيّنًا أنّ "المرونة والانفتاح ومواكبة المتغيّرات في المجتمع الإنساني، هو الطريق لضمان استمرار الحركة الكشفية ومستجداتها في العالم".
وأكّد أنّ "هذه المنطقة في حاجة إلى جهود الجميع من أجل تقدّمها وتنميتها وحفظ أبنائها فيها، الكل مسؤول ولذلك فإنّ "حركة أمل" هي مسؤولة أمام أهلها في البقاع وفي كلّ الجنوب، وهذا شرف كبير أن نكون في خدمة أهلنا وفي خدمة شعبنا لكنّنا لا ندّعي أنّنا الوحيدون فالمسؤولية تقع على الجميع وعلى الدولة في المقام الأول"، موضحًا أنّ "هناك الكثير من القرارات والمشاريع المقرّرة لهذه المنطقة، وبالرغم من مطالباتنا الدائمة فإنّ العراقيل والتعقيدات السياسية والإدارية تحول بعض الأحيان دون تنفيذها لكن هذا لم يمنعنا أبدًا من القيام بمشاريع متعدّدة لهذا البقاع العزيز، سواء شبكة الطرق أو الجامعات أو المدارس أو بعض المشاريع المتعلّقة بحاجات الناس".
وأشار جمعة إلى "أنّنا طالبنا قديمًا وحديثًا بالاستثمار على الأمن لأنّه المفتاح لكلّ تنمية وازدهار، وها نحن نشهد عملية أمنية ولو متأخّرة ونتمنّى أن تدوم وتستمرّ لأنّها تفتح الباب واسعًا أمام الاستثمار سواء من أبناء المنطقة او من الخارج، فالتحية للجيش اللبناني والتحية لكلّ الأجهزة الأمنية وندعوهم للمزيد من اليقظة والعمل ونحن على ثقة بكم"، منوّهًا إلى "أنّنا استمعنا مؤخرًا إلى بعض التصريحات الّتي أرادت صرف النظر عن المشكلة الحقيقيّة في المنطقة وأرادت تحميل المسؤولية لفئة بعينها وذهبت أبعد من ذلك وبشكل خطير ومشبوه ومحاولة بثّ الفرقة في المجتمع ومحاولة تصنيفه بقاعًا وجنوبًا، ونصّبت نفسها قاضيًا وحاكمًا تصدر الأحكام يمينًا وشمالًا مستغلّة آلام الناس وأوجاعهم دون أن تقدّم الحلول أو تعطي الدواء الشافي".
وشدّد على أنّ "من يريد خدمة هذه المنطقة عليه التعاون والانخراط فعلًا في كلّ ما ينتج الحياة الرغيدة لأبنائها، ونحن في "حركة أمل" وعلى رأسها بري لم نقصّر يومًا في خدمة أهلنا في البقاع، وكم كان ألمنا كبيرًا عندما نسمع ونرى المشاكل التي تمنع تطور البقاع وتقدمه"، مؤكّدًا أنّ "المطلوب اليوم الخروج من هذه العقلية المشاكسة والعمل بجدّ ببرنامج إنقاذي لهذه المنطقة وهناك مشاريع مستقبلية واعدة يعمل عليها في كلّ الحقول التنموية"، مركّزًا على أنّه "يجب أن نسرع في إقرار هذه المشاريع ونهيىء هذه المنطقة للمستقبل الموعود خاصّة وأنّ الشقيقة سوريا وبفضل حكمة قيادتها وبفضل جيشها السوري تستعيد وحدتها وأمنها وأمانها وتتطلّع إلى إعادة البناء والأعمار والازدهار، وعلينا أن نكون مستعدّين لهذه المشاركة انطلاقًا من هذه المنطقة".
وأوضح جمعة أنّ "هذه المنطقة في حاجة إلى العمل لا إلى مصطلحات غريبة عن أهلها وتصاريح تبيّن أنّها دون مضمون ودون تأثير في تغيير حياة الناس ومزاجهم والتزامهم. إنّ المطلوب من الجميع العمل المشترك للتخفيف من وقع الأزمة الإجتماعية ولخلق الثقة وتجديدها مع الناس".