أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون لم يترأس وفداً فضفاضاً إلى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، كما حاول البعض القول، إنما ترأس أصغر وفدٍ من حيث الحجم في تاريخ الجمهورية اللبنانية، مقللاً من شأن الانتقادات التي وُجّهت إليه، والإشاعات التي استهدفته بشكل مباشر.
وفي حديث إلى تلفزيون "OTV" ضمن برنامج "بالمباشر" أداره الإعلامي رواد ضاهر، لفت أبو فاضل إلى أنّ الحرس الجمهوري لم يقبل إلا أن تكون ظروف السفرة الرئاسية مثل أيّ سفرة أخرى، في إشارة إلى الإشكال الذي رافق سفر رئيس الجمهورية لجهة ضرورة وجود طائرتين في خدمة الرئيس، مستهجناً خرق أمن الرئيس من خلال تسريب أسماء أعضاء الوفد المرافق له.
وأعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ ما حصل يدلّ على وجود أمر عمليات، مشيراً إلى أنّ هناك مشكلة إن كان أمر العمليات هذا بريئاً أم لا، لافتاً إلى أنّ التحقيقات يجب أن تبيّن ما الذي حصل بالتحديد، مشدّداً على أنّ الموضوع أصبح بعهدة القضاء والأجهزة المعنية.
القضاء وضع يده على ملف المطار
وفيما شدّد أبو فاضل على أنه لن يسكت بعد اليوم على التطاول على مقام رئاسة الجمهورية أياً كان مصدره، لم يرَ صدفة في تزامن الحملات الداخلية على رئيس الجمهورية مع خروج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من على منبر الأمم المتحدة ليهوّل ويتوعّد ويتحدّث عن وجود مخازن صواريخ في محيط مطار بيروت الدولي.
واعتبر أبو فاضل أنّ المقصود من ذلك هو التحريض على مقاطعة لبنان من قبل الشركات العالمية للطيران، لافتاً إلى أنّ هناك مسؤولية على الجميع في المطار، مؤكداً أنّ القضاء وضع يده على ملف المطار بكل حيثياته وتفاصيله، كما وضع يده على المشكل الذي حصل بين الجيش وقوى الأمن الداخلي في المطار، جازماً بأنّ القضاء لن يتراجع ولن يتوقف في هذا الإطار.
العودة الطوعية ستصبح إلزامية
وكشف أبو فاضل في سياق آخر، أن العودة طوعية اليوم للنازحين السوريين، لكن في المستقبل ستصبح العودة إلزامية، مشيراً إلى أنّ مئات الآلاف سيعودون إلى سوريا من الآن حتى رأس السنة. ورفض ربط الموضوع بانتظار تأليف الحكومة الجديدة، مشيراً إلى أنّ العلاقة ممتازة بين الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، لكنّه لفت إلى أنّ مثل هذا القرار لن يكون مرهوناً بموافقة الحريري ورضاه.
واعتبر أبو فاضل رداً على سؤال آخر، أنّ المجموعة التي تحاول الإساءة إلى رئيس الجمهورية ميشال عون لن تستطيع ليّ ذرع الرئيس عون مهما بذلت من محاولات، منتقداً القوى والشخصيات التي هاجمت رئيس الجمهورية، مثل الرئيس السابق ميشال سليمان، والنائبين السابقين مصباح الأحدب وفارس سعيد وغيرهم.
خيارات الرئيس عون وطنية
وشدّد أبو فاضل على أنّ خيارات الرئيس ميشال عون هي خيارات وطنية، والكلمة التي ألقاها تُرفَع لها القبعة. واعتبر أنّ كلّ متضرّر وكلّ من ينتمي إلى العهد البائد القديم، وتحديداً المجموعة التي نهبت البلد وسرقت البلد، يقف وراء الحملة على الرئيس ميشال عون، ويسعى إلى التصويب على رئيس الجمهورية.
وكشف أبو فاضل عن كلام اليوم على مستوى كبير جداً لاجتماع مجلس الدفاع الأعلى برئاسة رئيس الجمهورية وحضور رئيس الحكومة المكلف لمتابعة موضوع المطار، مشيراً إلى أنّ الفريق الذي يمثله لن يكون صامتاً والأمور لن تتوقف هنا وصراع الأجهزة في المطار سينتهي.
ضرب العهد يعني سقوط البلد
وجزم أبو فاضل بأنّ الرئيس عون لن يقبل بأن يمرّ الأمر وكأن شيئاً لم يكن، خصوصاً أنّ قضية المطار ليست عادية أو بسيطة، منبّهاً إلى خطورة ما حصل، خصوصاً لجهة تزامنه مع تهويل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وكأن هناك من يسعى إلى إقفال المطار.
وحذر أبو فاضل من أنّ ضرب العهد يعني سقوط البلد برمّته وليس ضرب الرئيس ميشال عون فقط، مستهجناً كذلك محاولات ضرب الاقتصاد، وهو ما تجلى أخيراً من خلال الإشاعات التي تناولت حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أخيراً، وكذلك أمنياً من خلال الإشاعات التي تناولت مدير عام الجمارك بدري ضاهر.
سياسة ترامب استيطانية في لبنان
ولفت أبو فاضل رداً على سؤال، إلى أن سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب هي سياسة استيطان في لبنان في ما يتعلق بملف النازحين، وهو ما لا يتحمّله لبنان، وهذا ما أكده رئيس الجمهورية في كلمته أمام الأمم المتحدة، لافتاً إلى أنّه تحدث في خطابه باسم جميع اللبنانيين من دون استثناء.
وأشار أبو فاضل رداً على سؤال، إلى أنّ الرئيس سعد الحريري لديه مكانة خاصة عند الرئيس ميشال عون، مشدّداً على أنّ الحفاظ على التسوية الرئاسية من الثوابت بالنسبة لكل من عون والحريري، وأنّ الجانبين حريصان عليها، ويدركان انعكاساتها الإيجابية على الوضع العام.
لا ثقة بين الوطني الحر والقوات اللبنانية
ولم يستبعد أبو فاضل رداً على سؤال، إمكان تنازل رئيس الجمهورية عن منصب نائب رئيس الحكومة لصالح القوات اللبنانية إذا اقتضى الحلّ ذلك، متسائلاً في الوقت نفسه لماذا يطالب القواتيون بحقيبة سيادية من بين حقيبتي الدفاع والخارجية المسندتين إلى رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر، مستغرباً لماذا لا يطالبون مثلاً بحقيبة الداخلية أو حقيبة المال.
وأكد أبو فاضل أنّ أحداً لا يستهدف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، معتبراً أنّ الأخير ذكي، وهو يعرف حقيقة الموضوع، كما يعرف كيف ينعطف، لافتاً إلى إمكان الوصول إلى حل للعقدة الدرزية من خلال إعطائه وزيرين درزيين ووزير مسيحي. وأشار إلى أنّ المشكلة مع القوات مستمرّة في المقابل لأنه لم يعد هناك ثقة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، معرباً عن قناعته بأنّ القوات تصوّب على العهد ولو قالت إنّها تؤيده وتدعمه، مجدداً القول إنّ اتفاق معراب انتهى.
فتح معركة الرئاسة باكراً خاطئ
ورأى أبو فاضل في سياق متصل، أنّ فتح معركة رئاسة الجمهورية منذ الآن من جانب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أمر خاطئ، وقال إن وليد جنبلاط يدعم سمير جعجع لأنه يعتقد أنّه بدعمه له يقوض قوة العونيين في الشوف وعاليه.
وأشار أبو فاضل إلى أنّ العقدة السنية هي عند رئيس الحكومة المكلف، معرباً عن اعتقاده بأنّ سنّة 8 آذار يجب أن يمثلهم الحريري، مستبعداً أن يمثَّلوا من خلال الوزير الذي سيُعطى لرئيس الجمهورية، باعتبار أنّ الأخير سيكون من حصة الرئيس وليس من حصّة غيره.
العقدة الأساسية خارجية
وشدّد أبو فاضل على أنّ ضمانة رئيس الحكومة المكلف ليس بعدد الوزراء الذين سيكونون من حصته، فهو رئيس الحكومة وهو القادر على تسيير الحكومة كما يشاء، سواء من خلال وضع جدول الأعمال، كما أنّه استقالته تُسقِط الحكومة بالكامل، وبالتالي ليس بحاجة إلى ثلث معطل أو غيره.
وجدّد أبو فاضل القول إنّ العقدة الفعلية هي عقدة خارجية وتحديداً عند المملكة العربية السعودية، لأنّها تعتبر أنّ الحكومة كيفما تشكّلت لن تكون لصالحها، وأشار إلى أنّ الرئيس سعد الحريري يسعى للقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إلا أنّ الأخير يرفض لقاءه حتى الآن.
من انقلب على السوريين؟
وأكد أبو فاضل أنّ المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم سيكون له دور كبير في موضوع العلاقة مع سوريا خصوصاً بعد فتح معبر نصيب، مرجّحاً أن يتعرض رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لضغوط على هذا الصعيد، خصوصاً أنّ التجار من كل الطوائف، وبالتالي فاللبنانيون هم من يتضررون من إبقاء العلاقات مقطوعة.
وشدّد أبو فاضل على أنه لم ينقلب على السوريين إلا من كان معهم في لبنان، وهو الذي يؤذيهم ويضع يده بيد ما يسمى بالثورة، ولفت إلى كلام وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن تغيّر المعادلة في العلاقة مع لبنان، لجهة معاداة سوريا لمن يعاديها في لبنان، رغم العلاقات الجيدة مع الرئيس عون والعديد من القوى السياسية.
لتصفية القلوب لتشكيل حكومة
ودعا أبو فاضل المسؤولين إلى تصفية قلوبهم لتشكيل حكومة، وإلا سيسقط الهيكل على رأس الجميع، وليس على رأس شخص واحد، وقال إنه لا يرى إذا بقي الوضع على ما هو عليه سوى حكومة أكثرية، مشيراً إلى أنه على المستوى الشخصي مع حكومة الأكثرية.
ولم يستبعد أبو فاضل أن يوافق رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري في النهاية على هذا الطرح، إذا لم يعد هناك من خيارات أخرى، ووصلت الأمور إلى حائط مسدود.
وأكد أبو فاضل رداً على سؤال، أنه حيث يجب أن يكون سيكون، وحيث يريد الرئيس ميشال عون أن يكون سيكون، لافتاً إلى أنّه ليس مطروحاً لا مستشاراً ولا وزيراً في الوقت الحالي، مشدّداً على أنه يسعى لوظيفة أو منصب.