أكد عضو كتلة "الجمهورية القوية" النائب أنطوان حبشي، في كلمة له خلال افتتاح بلدية عيناتا بالتعاون مع اتحاد بلديات منطقة دير الأحمر، للمهرجان السنوي الأول للتفاح، في ساحة براد عيناتا الارز، أن "المشهد الموجود هنا اليوم هو مشهد مميز، كلنا نجتمع هنا وكأن عيناتا ضيعتنا جميعا، نلتقي في مهرجان لعرض انتاجنا، الذي يحصل اليوم هو دلالة على مسألة مهمة".
وأشار الى انه "في الوقت الذي على المستوى المركزي لا يجدون الحلول لمشاكل البلد، وننتقل من أزمة إلى أخرى، بالمقابل نرى الخلق والإبداع عند الأفراد والسلطات المحلية التي تعمل لتطوير الأداء واجتراح الحلول وتقوم بالمبادرات وتنفذ المشاريع، لذا عند انتخاب أي مجلس بلدي يجب أن يكون الاختيار على أساس المعرفة والكفاءة والقدرة التقنية، والمجلس البلدي عندما يؤمن بدوره وقدراته وينشط نجد الفرق، أما البلديات غير الناشطة فهي غير فاعلة وتنتظر الحلول من السلطة المركزي".
وذكر ان "هذه التفاحة هي نتاج إنسان عامل اهتم بأرضه ووجد الحلول رغم أن المياه غير مؤمنة للمزارعين في منطقة قائمة على الزراعة، ومن المعيب على الدولة أن تبقى منطقة قدرتها الاقتصادية زراعية لا يوجد فيها مياه، لأننا بذلك نسلبها قدرتها، ولكن هذا المزارع لم ييأس بل اهتم بأرضه وزرعها وتابعها وقطف محصولها".
كما دعا إلى "زيادة نصيب وزارة الزراعة في الموازنة العامة، وحتى الآن يبدو أنهم عندما كانوا يقرون الموازنات العامة لا يرون مساحات زراعية بحجم محافظة بعلبك الهرمل التي تشكل تقريبا ثلث مساحة لبنان يعيش معظم أهلها من عائدات الزراعة".
ورأى حبشي أنه "إذا لم نشكل عامل ضغط على الدولة بالمعنى الفعلي لتعي مسؤولياتها تجاه منطقتنا ستبقى مشاكلنا موجودة، لذلك نحن في بعلبك الهرمل نتطلع بالمسألة الإنمائية خلال السنوات الأربع القادمة بأن نضع أيدينا بأيدي بعضنا البعض من رئيس البلدية وصولا إلى النائب والوزير لنشكل عامل ضغط على مركزية الدولة لكي تعطينا حقنا، ومن حقنا أن يميزوننا اليوم عن غيرنا لأن بعلبك الهرمل خلال عشرات السنين لم تأخذ حقها الفعلي الإنمائي، عليهم أن يعطوا بعلبك الهرمل أكثر من غيرها حتى يعوضوا كل الحرمان الذي عاشته منذ قيام لبنان".
وتابعب لاقول انه "تنفذ المشاريع العامة بشكل صحيح عندما يستنسخ من هم في السلطة المركزية تجربتكم الناجحة للوصول إلى هذا الإنتاج، كما أن المزارع الناجح الذي اهتم بأرضه وفلحها وزرعها واعتنى بها لتعطيه أفضل إنتاج لا يرضى بأن يقطف أحد غيره ثمار بستانه، كذلك النائب الذي انتبه لمسؤولية شعبه ونال ثقة الناس وحجم المسؤولية عليه الالتزام بها ليتمكن من ممارسة الإصلاح والتغيير، لذا ينبغي أن يكون حجم الأصوات التي نالتها الكتل النيابية من الناس بالانتخابات النيابية موجودة في الحكومة عند تشكيلها احتراما لإرادة الناس بشكل حقيقي وفعلي".
وختم حبشي بالقول "اننا نريد أن نسير سويا هذه الطريق الصعبة جدا، لأن هناك للأسف ثقافة لا تستطيع التفرقة بين العلاقة السياسية والعلاقة الوطنية"، لافتاً الى "اننا في بعلبك الهرمل سنعطي المثال لكل الناس، بأنه يوجد في هذه المنطقة كل التوجهات السياسية وسيكون بالإمكان بناء علاقة بيننا لها علاقة بالمواطن في بعلبك الهرمل وبالمواطن في لبنان، ولها علاقة بالإنماء، حتى نقدر نعمل فرق بمنطقتنا، وتبقى القوة في أهلنا، وهذه القوة يجب أن تشكل عامل ضغط لتحقيق الإنجازات الإنمائية لمنطقتنا".
من جهته، ذكر وزير الزراعة في حكومة تصريف الاعمال غازي زيعتر، "اننا نلتقي مع أهلنا وأخوتنا في هذه المنطقة العزيزة، من منطلق إيماني بمقولة السيد المسيح "أحبوا بعضكم بعضا كما أنا أحببتكم"، وما كان اجتماعنا اليوم ليتم لولا تمسكنا بأرضنا وتوحدنا في الدفاع عنها ومحبتنا بعضنا للبعض الآخر، فعيشنا الواحد هو قدرنا الذي لا مفر منه، هذه هي المدرسة التي تربينا على مبادئها وميثاقها ونهجها، مدرسة الإمام القائد السيد موسى الصدر، وسار على دربه وحمل الأمانة بكل اقتدار دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري".
وأعلن زعيتر "اننا لا نريد دولة تصادر لا من طائفة ولا من حزب ولا من قوة سياسية، نحن نريد الدولة القوية التي تستطيع أن تعبر عن حاجات الناس، دولة على شاكلة الناس بتنوعهم السياسي والاجتماعي والطائفي والمذهبي ولا تستثني أحدا"، مشدداً على انه "نعم لحوار وطني يشكل شبكة أمان واطمئنان، من هنا نتوجه إلى القيادات السياسية في لبنان أن لا تراهنوا على الخارج وعلى ما يحصل في المنطقة، يجب علينا جميعا أن نكون قادرين على إنتاج تسوياتنا السياسية بالطريقة التي تحفظ مستقبل هذا الوطن، وأول مظاهرها تشكيل حكومة وحدة وطنية دون أي عراقيل ومصالح خاصة"ط..
كما اشار إلى أن "المساحة الإجمالية المزروعة بالتفاح في لبنان تبلغ 12425 هكتارا تنتج 263750 طنا، من أصلها 2758 هكتارا في محافظة بعلبك الهرمل تعطي إنتاجا يبلغ 63500 طنا، وتكمن أهمية هذه الأرقام في عدد العائلات التي تعتاش من هذه الزراعة وتعتمد عليها في حياتها، من هنا كان سعي وزارة الزراعة إلى الاهتمام بهذا المورد لرفع الانتاجية وزيادة مداخيل مزارعي التفاح، فكان اعتماد الممارسات الزراعية الجيدة أحد الأهداف الاستراتيجية التي حددتها الوزارة ضمن استراتيجيتها 2015 - 2019، والتي نعمل على تنفيذها من أجل ضمان سلامة الغذاء والعاملين على إنتاجه، ومن أجل زيادة القدرة التنافسية للمنتجات الزراعية اللبنانية في الأسواق المحلية والخارجية".
وتابع زعيتر بالقول انه "حيث أن تصدير التفاح اللبناني يعتمد أساسا على الطريق البري وصولا إلى دول الخليج، لا يخفى عليكم ما كان للحرب الدائرة في سوريا من أثر سلبي على عملية التصدير نتيجة إقفال المعابر البرية، إلا أن تباشير إعادة فتحها بدأت تلوح في الأفق، ونحن نعمل مع الجانب السوري للاسراع في ذلك"، موضحاً "اننا لم ندخر جهدا لتأمين أسواق تصريف بديلة للانتاج الزراعي اللبناني، خلال تلك الأزمة، مع العديد من الدول، وفي مقدمها مصر والأردن والعراق".
واعتبر أن "التصنيع المنزلي للمنتجات الزراعية وتحضير المونة الشتوية إرثا حضاريا يتوارثه الأبناء عن الآباء جيلا بعد جيل، بالإضافة إلى كونه يساهم في تصريف جزء من الإنتاج"، منوهاً الى "انني أشجع نساء ورجال هذه المنطقة وسائر المناطق اللبنانية العاملين في مجال الزراعة، على الانتساب إلى الجمعيات والتعاونيات الزراعية، لأن العمل المنظم ضمانة النجاح ولأن في الاتحاد قوة".