أحالت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تقريرها السنوي العاشر إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس وإلى الحكومة اللبنانية، يتضمن أنشطة المحكمة في الفترة الممتدة من 1 آذار 2018 إلى 28 شباط 2019، إضافة الى أهداف المحكمة للسنة المقبلة.
وسلط التقرير السنوي الضوء على الإنجازات التي حققتها الغرف، ومكتب المدعي العام، ومكتب الدفاع، وقلم المحكمة، موضحا أن أنشطت الغرف القضائية العلنية إرتبطت بصورة رئيسية بإجراءات المحاكمة في قضية عياش وآخرين.
وفي خلال الفترة المشمولة بالتقرير، عرضت جهة الدفاع عن عنيسي قضيتها، وطلبت غرفة الدرجة الأولى حضور شاهد واحد عملاً بالمادة 165 من قواعد الإجراءات والإثبات، مع الإشارة على الأخص إلى أن جلسات المحاكمة اختتمت باستماع غرفة الدرجة الأولى إلى المرافعات الختامية في الفترة ما بين 11 و21 أيلول 2018. وشُدِّد في التقرير على أن "المرافعات الختامية أكدت الدور المهم والفريد الذي تؤديه المحكمة في ضمان ألا يكون الإفلات من العقاب درعاً يحمي مرتكبي اعتداء 14 شباط 2005".
وبحسب التقرير، فإنّ غرفة الدرجة الأولى تستعرض في الوقت الراهن الأدلة المتوافرة لديها وتتداول في مسألة ما إذا كان الادعاء قد قدَّم أدلة تثبت قضيته ضد المتهمين الأربعة بلا شك معقول. ويرد في التقرير أيضًا أن التوقيت الدقيق لصدور الحكم سيتوقف على الطابع المعقَّد للمسائل القانونية والوقائعية المطروحة في المداولات السرية لغرفة الدرجة الأولى.
وسلط المدعي العام الضوء على الإنجازات الهامة التي حقَّقها مكتبه في خلال الفترة المشمولة بالتقرير. فبعد الانتهاء من عرض الأدلة، أودَع الادعاء المذكرة الختامية للمحاكمة وقدَّم مرافعته الختامية في قضية عياش وآخرين ضد الأفراد الذين أُسنِدت إليهم المسؤولية الجنائية عن الاعتداء على رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.
كما استعرض التقرير التحقيقات الجارية والأعمال المكثفة الأخرى التي يجري الكثير منها بعيدًا عن الأضواء فيما يتعلق بكل القضايا المندرجة في اختصاص مكتب المدعي العام، والقضايا الثلاث الملازمة للاعتداء على رفيق الحريري، وتقييم القضايا التي يُحتمل أن تكون متصلة بهذا الاعتداء، والأعمال التحضيرية لجواب محتمل ردا على استئناف للحكم في قضية عياش وآخرين. ومكتب المدعي العام قادر في الوقت ذاته على التقدم بخطى سريعة حين سيُعاد إيداع قرار الاتهام السري المحدَّث.
من جهته، قدَّم مكتب الدفاع معلومات عما وفَّره بصورة مستمرة من دعم تشغيلي ومالي ومساعدة قانونية لأفرقة الدفاع في قضية عياش وآخرين.
أما قلم المحكمة، فقدَّم معلومات عن مسؤوليته العامة والمستمرة المتمثلة في توفير الدعم الفعال لتسيير الإجراءات القضائية عن طريق إدارة شؤون المحكمة على نحو فعال وموجَّه نحو الجهات المنتفعة بالخدمات، وتعزيز الوعي بشأن عمل المحكمة وإعلام الجمهور بأنشطتها والتواصل معه، وتأمين الدعم السياسي والمالي والتشغيلي لعملها بصورة مستمرة، وتوفير بيئة عمل آمنة وسليمة والحفاظ على رفاه الموظفين.
وأكدت رئيسة المحكمة، القاضية إيفانا هردليشكوفا، أن تركيز المحكمة سينصب في السنة المقبلة على المداولات القضائية وإعداد الحكم الذي ينتظر صدوره المتضررون من اعتداء 14 شباط 2005، والجمهور اللبناني، والمجتمع الدولي عامةً.