أشارت صحيفة "الخليح" الاماراتية في افتتاحيتها الى أن "إذا تمكن الجيش السوري من تحرير محافظة إدلب في شمال البلاد، فإنه يكون قد حطم سداً سياسياً وعسكرياً طالما تمترست خلفه تركيا مستخدمة "جبهة النصرة" وغيرها من المنظمات الإرهابية التي تعمل بإمرتها لتحقيق أطماع في الأرض والثروة".
ولفتت الى أن "قرار تحرير محافظة إدلب كان اتخذ قبل أشهر من أجل استعادة الحكومة السورية كامل سلطتها على الجغرافيا السورية، لكن تم التأجيل من أجل إقناع تركيا بالتخلي عن الجماعات الإرهابية وتنفيذ اتفاق سوتشي الذي كان وقعه الرئيس الروسي بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تشرين الثاني الماضي"، مشيرة الى أن "تركيا حاولت المماطلة في التنفيذ واختلاق الأعذار لكسب الوقت، لكن يبدو أن الموقف الروسي كان حاسماً هذه المرة بعد أن أعدّ الجيش السوري كل مستلزمات المعركة، وأعطت موسكو لسلاح طيرانها إشارة البدء بالغارات المكثفة بالتعاون مع سلاح الجو السوري، حيث تم تنفيذ أكثر من ألف غارة على مواقع للجماعات الإرهابية في الأيام الأولى للمعركة كمقدمة لزحف القوات البرية التي تمكنت من تحرير أكثر من 40 بلدة وقرية في المحافظة خلال أربعة أيام، أي ما يقدر ب 320 كيلومتراً مربعاً".
وشددت على أن " روسيا انتظرت طويلاً كي تقتنع أنقرة بالتخلي عن الجماعات الإرهابية، وأعطتها الكثير من الفرص، وقبلت على مضض تبريرات غير مقنعة، ومحاولات لاستغلال العلاقات الروسية - التركية للتهرب من تنفيذ الاتفاقات، من خلال اللعب على التناقضات مع كل من روسيا والولايات المتحدة"، مضيفة: "عندما بدا لموسكو أن أسلوب الانتظار لا يجدي قررت المبادرة بإطلاق معركة إدلب للتخلص من وجع رأس لم تعد تكفيه حبة أسبرين، فلا بد من عملية جراحية عاجلة لاستئصال الورم السرطاني التركي – الإرهابي".
وشددت على أن "تركيا ظلت منذ بداية الأزمة السورية قبل حوالي عشر سنوات تزج بالمجموعات الإرهابية عبر حدودها مع سوريا لاستكمال مسيرة التخريب والتدمير، ولم تترك وسيلة إلا استخدمتها لمنع دمشق من استرداد سيادتها على أراضيها في الشمال والشمال الشرقي، واتخذت من الجماعة الكردية المسلحة مبرراً لاجتياح الأراضي السورية، أو التعلل بمبررات إنسانية لها علاقة بالمدنيين السوريين لاستخدامهم وسيلة ابتزاز لأوروبا والعالم للحصول على مليارات الدولارات التي تعين أردوغان على مواجهة أزمة بلاده الاقتصادية".
وأضافت: "الآن كل أوراق التوت التركية سقطت، وأنقرة لا تستطيع المقاومة والعناد ومعركة إدلب الحاسمة بدأت"، لافتة الى أن "وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن خلال اجتماعه مؤخراً في موسكو مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن بلاده ستواصل العمل لبسط سيطرة الحكومة السورية على كل أراضيها، وهذا يعني أن ما تبقى من أرض سورية محتلة من جانب الولايات المتحدة وتركيا في شمال شرق سوريا، سوف يتحرر عاجلاً أو آجلاً".