يحضر عيد رأس السنة هذا العام ثقيلا على اللبنانيين الذين يعانون من أوضاع اقتصادية صعبة تكاد تكون الأسوأ منذ 28 عاما، ولكن رغم ذلك فإن اللبناني يحاول الاستفادة من كل المناسبات "لتغيير الجوّ"، وليلة رأس السنة ستكون مناسبة لقيامه بهذا التغيير، ولكن هذا لا يعني "التفلّت" من كل الضوابط، لأنّ الخطأ في البسيط في ليلة كهذه قد يعني خسارة "الحياة".
مع تقدّم الأعوام يرتفع مستوى الوعي لدى اللبنانيين، فالعام الماضي لم تشهد ليلة رأس السنة سوى كارثة سير واحدة وقعت في طيردبا جنوب لبنان عندما أدى حادث سير لسقوط ضحيتين وبعض الجرحى، بالإضافة الى سقوط جرحى جرّاء إطلاق الرصاص ابتهاجا.
جمعية "كن هادي" كانت دائما السبّاقة في ابتكار الوسائل التي تخفّف من احتمالات الحوادث ليلة رأس السنة، ففي العام 2016 كانت أول من نشر ثقافة "التاكسي" من وإلى أماكن السهر، فابتكرت تطبيق "فلوغن" الذي لا يزال صالحا، وهذا العام ستستمر الجمعيّة المذكورة بالمشروع الذي أطلقته منذ عام ونصف لجعل أماكن السهر أكثر أمانا.
تشير المسؤولة عن الجمعية لينا جبران الى أنه بعد أن انتشرت فكرة التاكسي في كل لبنان، توجهنا الى أماكن السهر بالتعاون مع وزارة السياحة ونقيب المطاعم والملاهي الليلية، فوضعنا قوانين مطبّقة في الدول المتقدمة، وقلنا بأن كل نادٍ ليلي يتقيد بالقوانين ينال شعار "جودة" المقدّم من "كن هادي" ووزارة السياحة والنقابة، وعندها يصبح "محبوبا أكثر للسهر".
وتضيف جبران في حديث لـ"النشرة": "القوانين التي يجب على الملاهي الليلية التقيد بها هي وجود تأمين على رواد المكان، عزل الصوت عن الخارج، وجود معدّات لإطفاء أي حريق، والامتناع عن تقديم كحول مغشوشة، وعن استقبال أيّ شخص لم يتجاوز السن المسموح للسهر والشرب، وجود المواد الضرورية للقيام بالإسعافات الاولية، واخيرا أن ينال العاملون في المكان والقيمون عليه التدريبات المجانية اللازمة من الجمعية"، كاشفة أن أكثر من 150 مكان للسهر في لبنان خضع لهذه التدريبات ونال شعار الجودة، مشددة على أن المراقبة عليهم تكون من خلال الشرطة السياحية والشكاوى التي تُنقل من رواد السهر الى الجمعية، ومن نقابة مستوردي الكحول أيضا.
تؤكد جبران أن عام 2019 شهد ارتفاعا بعدد حوادث السير في لبنان، داعية القوى الأمنية للقيام بكل ما يمكنها لتخفيفها ليلة رأس السنة وفي كل الليالي وتحديدا ليالي نهاية الأسبوع.
كذلك كان لـ"اليازا" تعليماتها المشددة بشأن ليلة رأس السنة، فطالبت "بعدم الإفراط في تناول الكحول لسائقي المركبات على أنواعها لأن إرتباط الأعياد، وبخاصة عيد رأس السنة بالكحول لدى بعض المواطنين قد جعل هذه المناسبة سببا لوفاة خيرة الشباب على الطرق"، مطالبة قوى الأمن الداخلي بقمع مخالفات الكحول في حال تجاوزت كمية نصف غرام في ليتر الدم، وتذكير المواطنين بأن قانون السير يجيز للقوى الأمنية بتطبيق قانون السير على الجميع من دون أي استثناء.
واذ دعت "اليازا" مختلف وسائل الإعلام الى ضرورة تذكير المواطنين بمخاطر القيادة ليلة رأس السنة، وذلك لتلافي الحوادث التي يمكن أن تنتج مثل هذه الليلة في حال عدم التزام قانون السير وإرشادات السلامة العامة، تشدّد مصادر أمنية عبر "النشرة" على جهوزيّة القطعات الامنية للمواكبة كما في كل عام، محذرة من ملاحقة ومتابعة كل حالات مخالفة القوانين، لا سيّما حالات إطلاق الرصاص ابتهاجا، نظرا لخطورة هذه العادات على حياة الناس الأبرياء.
تكشف المصادر الأمنية أن أكثر من 12 ألف عنصر سينتشرون على الطرقات في كل لبنان، وسيتمّ تكثيف الدوريات والعناصر قرب الملاهي الليلية ودور العبادة وأماكن السهر والمطاعم، على أمل ألاّ تزداد مصائب اللبنانيين هذا العام، وألاّ تتحول الاحتفالات الى مآتم، و"الفرح الى حزن"، فما فينا يكفينا، ولا داعي للمخاطرة.