منذ أشهر وعضو المجلس التنفيذي للرابطة المارونية المحامي جوزف نعمه بالضغط على رئيس الرابطة نعمة الله أبي نصر لإعلان معارضة الرابطة لرئيس الجمهورية والوقوف ضد سياسته وتحميله مسؤولية ما يحصل في البلاد. ويحاول تأليب زملائه في المجلس التنفيذي على السياسة المتوازنة لرئيس الرابطة الذي يجتهد للسير بين النقط، على أن مطالبة نعمه تتنافى مع دور الرابطة المارونية منذ تأسيسها في العام ١٩٥٢ إلى اليوم. وهي أدت في جميع مراحل تأزم العلاقات بين أطراف العائلة المارونية مهمات توفيقية، وسعت إلى التقريب بين قيادات الطائفة. وكان الحظ حليفها حينا، وفي أحيان كثيرة كانت تصطدم بخلافات المعنيين. وكانت الرابطة وما تزال جسر تواصل بين بعبدا وبكركي عندما يلوح تعارض ينذر بمواجهة، وذلك انسجاما مع رسالتها.
وأخيرا أصدرت الرابطة المارونية بيانا ثمنت فيه عظة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي يوم الاحد الماضي ، مشيرة إلى ان مقاربته للامور المطروحة تتسم بالعمق، وأن هاتين المرجعيتين تتكاملان . وأن المعاناة التي عبر عنها البطريرك الراعي هي نفسها التي يكابدها الرئيس ميشال عون.
هذا البيان لم يرق للمحامي نعمه، الذي اعتبر أن ما قاله أبي نصر يعبر عن رأيه فقط وليس رأي المجلس التنفيذي.
ومع أنه لا يحق لعضو المجلس التنفيذي أن يصرح حول موضوعات تعني الرابطة وموقفها من القضايا المطروحة يسجل على أبي نصر أنه تساهل كثيرا مع نعمه الذي تعرض له أكثر من مرة باتهامات غير ذات شأن ولا أساس لها من الصحة، ولم يتخذ أي إجراء قضائي أو مسلكي في حقه حفاظا على وحدة المجلس التنفيذي للرابطة.
وهي ليست المرة الأولى التي يتعامل فيها المحامي جوزف نعمه مع رؤسائه في الرابطة المارونية بهذا الاسلوب. فقد سبق له في ولاية النقيب أنطوان قليموس ، وبعد قراءة على" كيفه" لبيان صادر عنه على إثر عملية تحرير "عرسال" من التكفيريين ، أن أصدر بيانا شديد اللهجة ضد النقيب، اتبع بسلسلة مقالات من "العيار الثقيل" على احد المواقع.
واليوم يجتنب أبي نصر وسواه الصدام مع نعمه لا خوفا ولا عجزا، ولكن حرصا الا تؤدي المواجهة معه إلى إشكالات لا يرغب بها أبي نصر بأنه يعتبر نفسه، ولو ترشح لمرتين، على لائحة العماد عون في انتخابات العام ٢٠٠٥ والعام ٢٠٠٩، ليس في الموقع الخصم للقوات التي سمت نعمه ودعما ترشيحه إلى المجلس التنفيذي، وهو أول من انتفض على شروط سجن قائدها سمير جعجع مناديا بتحسين هذه الشروط عندما كان قيد الاعتقال، يوم ابتعد الجميع وصمت الاذان. كما أنه كان أول من ايد العفو عن عنه وسعى إليه عندماانكفأ كثيرون.و هو الان بحسب قريبين منه يحصد الجميل على يد المحامي نعمه. علما ان أبي نصر غير نادم على ما قام به لأنه كان يعبر عن قناعته.
في أي حال أوساط بكركي تلقت بيان أبي نصر بترحاب وتأييد لمضمونه.
كذلك تلقى رئيس الرابطة اتصالات من مسؤولين سابقين فيها، وشخصيات مارونية روحية ، سياسية واقتصادية، اجتماعية، وتربوية وأعضاء في الرابطة، مشيدين بمضمون البيان وأبعاده، والروح الموضوعية التي صيغ فيها.
ويقول أحد الأساقفة الذين اطلعوا على بيان الرابطة: هذه هي اللغة التي يحتاجها اللبنانيون في هذه الأحوال البالغة التعقيد. لغة تقرب المسافات، وتبلغ بين القلوب ولا تشعل الحرائق كما يحلو للبعض أن يفعل.
فهل كان موقف جوزف نعمه صدى لصوت مرجعيته، أو املته اعتبارات داخلية صرفة تتصل بالنظرة إلى رسالة الرابطة المارونية ودورها؟.