نبّه رئيس الهيئة التنفيذية في حركة امل مصطفى الفوعاني بان "لبنان يمرّ بمرحلة خطيرة، ولا يمكن ان نراه على هذه الصورة، فهذا البلد اكبر من مراهقة البعض وأعظم من يُحَدّ بمصالح ضيقة، ولا يجوز أن نبقى تحت رحمة هنا وتحليل من هناك، وقلق وتوتر وخوف"، موضحا أن "لبنان تاريخ من شهادة، وحفظ من كرامة، وقامة مقاومة جاءت بالتحرير، ومنعت التهويد، لبنان رسالة حضارية للعالم كما يعبر الإمام القائد السيد موسى الصدر ..فلا يجوز أن يتلهّى البعض، وأن يتحول إلى الدرك الذي وصل إليه".
ورأى الفوعاني خلال لقاء حول اخر المستجدات الراهنة عبر تطبيق "zoom"، أن "انسان لبنان بات يستحق ان يخرج مما هو فيه من تخبط وتعثر ومحاولة البعض استعادة زمن ولّى، لم يجرّ على الوطن الا التفتيت والتدمير، ولا يمكن ان تبقى المراوحة الحاصلة، اضاف قائلا "مشاكلنا داخلية وليست خارجية، فلماذا لا تُقدم مصلحة الوطن على كل المصالح ويبادر المعنيون فورا لإيجاد كل الحلول التي يمكن ان تؤدي الى ولادة الحكومة العتيدة والتي لطالما اتفق الجميع انها حكومة انقاذ مهمتها وقف الانهيار واعادة اعمار ما هدمه انفجار الرابع من اب واعمار الثقة التي فقدها المواطن بمؤسسات الدولة التي تبددت نتيجة ممارسات كيدية لا تليق بمن يرون انفسهم قادة، وهي ليست حكومة ثلث معطل وتناتش حصة".
وأكد أنه "كنا في حركة امل اوّل من بادر وسهّل ودعا أن تبصر الحكومة الولادة بالأمس قبل اليوم ولاسيما اننا نمر بسلسلة من الانهيارات الاقتصادية والاجتماعية والصحية حيث باتت الإصابات بآلاف وأبواب المستشفيات توصد بوجه الفقراء، فيعانون الامرين دون أذان تصغي إلى الاوجاع، ولعل في خطوة الاقفال العام خطوة لاستعادة الثقة نظامنا الصحي، مع ضرورة قيام الحكومة بسلسلة خطوات تخفف الوجع وتؤمّن حاجات الفقراء خلال الاقفال".
واعتبر الفوعاني ان "الامل لا زال قائما وليتحمل كلٌ مسؤوليته وكفانا تضييع الوقت ولننظر جميعا الى كثرة التعقيدات الخارجية و لبنان ليس على جدول اعمال الدول"، مفيدا بأن "ثقة المواطن بالمؤسسات تتلاشى والانفجار الاجتماعي يطرق باب الوطن في وقت نجد البعض ينظر الى البعيد دون ان يعرف ان انهيار البلد هو انهيار للجميع ولن يكون احد مستثنى منه ".
ودعا الفوعاني الجميع الى "التكاتف من اجل مواجهة انتشار جائحة كورونا التي وصلنا معها الى سيناريو مرعب ومع دخولنا فترة الاقفال التام المطلوب منا جميعا تحمل المسؤولية والعض على الجراح والتحمل لنصل الى شاطئ الامان الى حين وصول اللقاح"، داعيا المعنيين بالعمل الجاد لتأمين هذا اللقاح والتفاوض مع كل الجهات أكانت غربا او شرقا والاسراع في وصوله لأكبر شريحة من الناس، ومنع الصفقات وتوفيره للفقراء مجانا، بالسرعة الممكنة.
واستنكر الفوعاني "الاستباحة اليومية لأجوائنا من قبل العدو الصهيوني"، داعيا "الحكومة ووزارة الخارجية باتخاذ ما يلزم لكبح هذه العدوانية ولا يمكن السماح اكثر لتمادي اسرائيل بخروقاتها وتنفيذ عدوانها على الشقيقة سوريا عبر اجوائنا وهذا انتهاك واضح لكافة القرارات الدولية ".
وأفاد الفوعاني بأن "مشهد النهاية لسياسة ترامب كشفت عدم صوابية في ممارساته الداخلية والخارجية، إضافة الى انكشاف تطرّفه، ونختصر القول امام ما يحصل ان للقدس ربًا يحميها وأن المقاومة والمقاومة فقط هي السبيل الوحيد لتحقيق حلم الدولة الفلسطينية، وفلسطين ستبقى قضية الشعوب العربية وقضية الشرفاء في هذا العالم، ولن تباع بثلاثين من الفضة كما يعبر دولة الرئيس نبيه بري".