لم يخسر رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط ولو معركة واحدة من معاركه في الإنتخابات النيابية الأخيرة.
قبل فتح صناديق الإقتراع كان الزعيم الدرزي واثقاً من حسم فوز نجله تيمور في الشوف وفوز نائبه في إقليم الخروب بلال عبدالله، ومن فوز زملائهم في كتلة اللقاء الديمقراطي أكرم شهيّب وراجي السعد في عاليه وهادي أبو الحسن في بعبدا.
الخوف كان بالنسبة اليه، من ثلاث معارك إنتخابية، أولها، تأمين فوز مرشحه مروان حماده بالمقعد الدرزي الثاني في الشوف ومنع رئيس حزب التوحيد وئام وهاب من الوصول اليه، وثانيها تأمين فوز نائبه فيصل الصايغ بالمقعد الدرزي الوحيد في بيروت الثانية وثالثها ضمان فوز معاونه السياسي النائب وائل أبو فاعور بمقعد البقاع الغربي راشيا بعد كل الحملات التي شنت ضده قبل الإنتخابات بهدف إسقاطه.
ما حصل بالفعل يوم الخامس عشر من أيار هو نجاح جنبلاط بهذه المعارك الثلاث وفوقها بـ"حبّات مسك" لم تكن في الحسبان، وسنشرح التفاصيل كما "حبّات المسك".
في الشوف–عاليه نجح جنبلاط بتجيير الأصوات التي إعتاد على تجييرها لصديقه نعمة طعمه لصالح مروان حماده، الامر الذي رفع عدد أصوات حماده من 7266 صوتاً نالها في دورة العام 2018 الى 11121 صوتاً بينما لم يحصل وهاب على أكثر من 10228 صوتاً الأمر الذي أعطى المقعد لحماده. هذا في الفوز أما على صعيد "حبّات المسك" فيمكن الحديث عن أمرين حققهما جنبلاط، الأول توزيع الأصوات بطريقة أبقت مجموع تلك التي نالها تيمور أي 12917 صوتاً أعلى من التي تم تجييرها لحماده أي 11121 صوتاً، أما الأمر الثاني فهو نيل لائحة التحالف مع القوات 83389 صوتاً في الشوف وعاليه، أي بأقل من الـ98967 صوتاً التي نالتها اللائحة في دورة العام 2018 بـ15578 صوتاً وقد يكون هذا التراجع فقط بسبب غياب تيار المستقبل عن الإنتخابات وهو الذي جيّر في العام 2018 عدد 15000 صوت لمرشحيه على لائحة جنبلاط والقوات محمد الحجار وغطاس خوري.
في بيروت الثانية، وهنا كانت المعركة الأصعب، نجح جنبلاط أيضاً بإيصال مرشحه فيصل الصايغ على حساب منافسه نسيب الجوهري على لائحة تحالف حزب الله وحركة أمل مع التيار الوطني الحر، علماً أن الجوهري هو نائب رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال ارسلان. الصايغ حصل على 2565 صوتاً في بيروت الثانية وفاز وحيداً من لائحة الوزير السابق خالد قباني المدعومة من الرئيس الأسبق للحكومة فؤاد السنيورة. أما حبة المسك في هذه الدائرة فتمثلت بحصول الصايغ على 663 صوتاً إضافياً الى الأصوات الـ1902 التي نالها في دورة العام 2018 وهو رقم لا بأس به في دائرة عدد الناخبين الدروز فيها قليل جداً.
تبقى دائرة البقاع الغربي راشيا، وفيها وصل الحاصل الأول الى 11024 صوتاً، بينما نال مرشح الإشتراكي أي أبو فاعور 9202 صوتين وحصدت لائحته مجتمعة 19054 صوتاً، وحتى لو حسمنا منها أصوات نائب تيار المستقبل محمد القرعاوي الـ4811 لبقيت ضمن المنافسة ولفاز أبو فاعور. حبة المسك في هذه الدائرة هو فوز المرشح الأرثوذوكسي على لائحة أبو فاعور غسان السكاف بالكسر الأعلى حتى ولو نال فقط 776 صوتاً.
أضف الى كل ما تقدم، لا يمكن لأحد أن ينسى حبة المسك التي نالها جنبلاط في عاليه عندما سقط أرسلان سقوطاً مدوياً أمام مرشح قوى التغيير مارك ضو. وهنا لا بد من العودة الى أرقام الصناديق في عاليه وقراها لا سيما الدرزية منها، لمعرفة إذا كان لجنبلاط فضل بهذا السقوط الأرسلاني أم لا.