اعلن ممثلو الادعاء الفرنسيون اليوم "إنهم وضعوا امرأة أوكرانية على صلة بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة قيد تحقيق رسمي"، في إطار تحقيق أوسع عبر الحدود في اتهامات بالاحتيال.
وصرح متحدث باسم مكتب المدعين الماليين الوطنيين في باريس بأن "آنا كوساكوفا، التي لرياض سلامة ابنة منها وفقا لشهادة ميلاد اطّلعت عليها "رويترز"، يُشتبه في تورطها في عمليات غسل أموال".
وأضاف المتحدث أن كوساكوفا، التي تم إخطارها بالتهم الأولية في 14 حزيران، "اضطرت إلى تسليم جواز سفرها وأُمرت بعدم مغادرة فرنسا"، مؤكدا ما ورد في تقرير لموقع "ميديابارت" الفرنسي.
وقال محامي كوساكوفا إنه وموكلته "سيتجاوبان قريبا جدا مع قرارات الادعاء الفرنسي".
ولم يرد سلامة على طلب للتعليق. ولم يعلن الادعاء الفرنسي سلامة مشتبها به، ولكن صودرت بعض أصوله العقارية في فرنسا في إطار التحقيق.
وقال بيير أوليفييه سور، محامي سلامة، إن "القرار الذي صدر في حزيران بشأن كوساكوفا "لا يغير شيئا". وأضاف أنهم "ينتظرون أن تفصل محكمة فرنسية في الطعن في قرار مصادرة الممتلكات".
والتحقيق الفرنسي جزء من جهود منسقة لمدعين عامين في لبنان، وكذلك في سويسرا وألمانيا ولوكسمبورغ وليختنشتاين لمعرفة ما إذا كان سلامة قد استغل منصبه في مصرف لبنان لاختلاس مئات ملايين الدولارات من الأموال العامة.
وتشتبه السلطات السويسرية في أن سلامة وشقيقه، رجا، ربما استوليا بطريقة غير مشروعة على أكثر من 300 مليون دولار من مصرف لبنان بين عامي 2002 و2015 وتورطا في عمليات غسل أموال في سويسرا، وفقا لوثائق محكمة سويسرية اطَلعت عليها "رويترز".
وفي ألمانيا، قال ممثلو الادعاء إنهم يحققون في احتمال استغلال بعض الأموال التي رصدتها السلطات السويسرية لشراء أصول عقارية، وتحديدا في ميونيخ.
من ناحيتهم، يحاول المدعون الفرنسيون تحديد ما إذا كان الأخوان سلامة قد استخدما جزءا هذه الأموال للاستحواذ على عقارات في فرنسا، بما في ذلك جزء من مبنى في الشانزليزيه، بحسب أشخاص مُطَلعين على التحقيق.
وجذب مبنى الشانزليزيه انتباه المدعين العامين في فرنسا وكذلك في لبنان لأنه، وفقا لسجلات الشركة وعقود الإيجار التي اطّلعت عليها "رويترز"، يضم مركزا تجاريا تديره كوساكوفا، استأجر مصرف لبنان جزءا منه.