عقيدة انتقال السيدة العذراء بالنفس والجسد الى السماء هي عقيدة ايمانية كعقيدة "أم الله"، وعقيدة الحبل بلا دنس لأن الكنيسة تؤمن ان مصير الجسد الذي حمل يسوع المسيح هو كمصير يسوع الصاعد الى السماء.
كنت طفلاً في ضيعتي بالمتن الأعلى "الشبانية" ضيعة الأمراء والرؤوساء والفلاسفة والمفكرين والشهداء، هذه الضيعة الهادئة والجميلة الغارقة بأشجار الصنوبر والزيتون، كان أهلي يأخذونني معهم الى كنيسة السيدة فيها، وكنت اركع وانظر الى جمال صورة السيدة العذراء داخلها، والى حنانها على ابنها الذي تحمله على حضنها، وانطبعت صورتها في عيني، وحبها في قلبي طوال حياتي، وخلال سفري وابتعادي عن قريتي لم يفارقني حبها ولا الصلاة لها ولا جمالها، ولم أكن أعرف سر تميزها عن باقي صور "الإيكنوغرافيا" للعذراء التي رسمها كبارُ الرسامين الا يوم اكتشفت فرادة جمال وجهها الحامل "النمش" وعرفت انها مريم العذراء المنمّشة الوجه الموجودة في كنيسة سيدة الشبانية.
كان ذلك يوم اتى البعض من أهل الشبانية بالصورة الى معهد الفن المقدس في كلية الفنون الجميلة في جامعة روح القدس في الكسليك وقد كنت يومها عميد الكلية لترميمها بعد التلف الذي أصابها.
وعندما انتهى ترميم الصورة وقررنا اعادتها الى الشبانية بحفلة عرس لها، نظرت الى وجهها فرأيت فيه "النمش" واطلقت عليها اسم سيدة الشبانية المنمّشة الوجه، وهي صورة جميلة جداً ومميزة في تاريخ الفن المقدس "الإيكونوغرافيا".
هي سيدة العرش اذ يجلس ابنها على حضنها كالعرش ويغمر الحنان وجه العذراء، والحب يفيض من عينيها. فيا سيدة الشبانية الحبيبة المنمّشة الوجه خلّصي لبنان وكل من حمل اسمك يا مريم واحرسي خاصةً بلدة الشبانية واهلها مسيحيين ودروزا موحدين.
