توجه الأب نجيب بعقليني، رئيس جمعيّة عدل ورحمة التي تدافع عن حقوق الإنسان من خلال رسالتها الإنسانيّة، بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان في 10 كانون الأول، بنداء لكافة المسؤولين عن حياة الناس قائلًا: "يؤسفنا أن نرى تراجعًا ظاهرًا وكبيرًا، يومًا بعد يوم لحقوق الإنسان في مختلف بقاع الأرض، من خلال التذرع بحجج مخيبة وواهية وافتراضات خاطئة، رغم إبرام معاهدات دولية واتفاقيات وتحديث القوانين والشرائع ونشر الوعي".
واردف الاب بعقليني "هل نذكّر المسؤولين، لاسيّما الذين يستغلون فقر الناس وضعف إمكاناتهم العلمية ومقدراتهم ومؤهلاتهم، أو حتى انعدامها، بأن تلك الحقوق تمنحُ الإنسان القدرة على التمتع بالحرية والمساواة؟ ألا تُحافظ على كرامته وقيمته الإنسانية وحرية التعبير والارتقاء بإنسانيته وتعزيز صورته الإبداعيّة التي خلقها الله وأعطاه القدرة على المشاركة في الخلق والإبداع، بهدف بناء عالم يسوده العدل والسلام، والحفاظ على كوكب الأرض؟ نعم، ثمة تراجع ملحوظ وكبير في أداء بعض شرائح المجتمعات المناصرة لحالات حقوق الإنسان، ولا مبالاة واستخفاف وتجاهل مستمر ومتراكم يومًا بعد يوم لكل ما يتعلق بضمان هذه الحقوق، بما في ذلك ما يشاع من عمليات اعتقال تعسفي، وخطف، وإخفاء، وتعذيب وقتل. لنتذكر أن العنف ضد الإنسان هو انتهاك لحقوقه. حتى التعدي على البيئة أي الطبيعة، هو تعد على الخالق، فكيف إذا كان على الإنسان الذي هو أحبّ مخلوقات الله؟ ألا تدعونا إنسانيتنا إلى الكفاح المستمر لاستمراريّة الحياة كما أرادها الخالق؟ لنناضل ونكافح معًا".
وختم الأب بعقليني: "يبقى الأمل بأصحاب الإرادة الصالحة والقوية والنيّات الحسنة، وأفراد المجتمع الذين يُجدّدون دفاعهم عن الإنسان وحقوقه بشتى الأساليب والوسائل وكلُّها تصب في خانة القضاء على التمييز والجهل والفقر وتعزيز الأمان والسلام والعيش بحرية".