عقدت لجنة الأساتذة المتعاقدين بالساعة في الجامعة اللبنانية في نقابة محرري الصحافة اللبنانية، مؤتمرًا صحافيًا مشتركًا، بمشاركة النواب الداعمين لقضية الجامعة اللبنانية، حليمة القعقور، ملحم خلف وإدغار وبلال الحشيمي، طرابلس ومارك ضو وفراس حمدان وينال الصلح وياسين ياسين وجهاد الضاني ممثلًا النائب أسامة سعد ونقيب محرري الصحافة جوزف القصيفي عضو مجلس النقابة واصف عواضه وإعلاميين.

واكد القصيفي، أن "للجامعة اللبنانية حقّ علينا جميعاً. هي الجامعة الوطنيّة التي شقت طريقها بثبات وسط وعورة الصعاب، وتجاوزت العراقيل لتغدو واحدة من كبريات الجامعات في لبنان، لا بل اكبرها، وأن النضال الطالبي الذي خضناه في بدايات سبعينيات القرن الماضي من أجل تعزيز حضورها ودورها بالكليات التطبيقية اثمر ايجاباً في مطالع التسعينيات. لكن للاسف لم تتمكن هذه الجامعة من تجاوز دورها التعليمي التلقيني، لتكون مركزاً لانتاج المعرفة، ومركزاً بحثياً يخطط للبنان الغد، فوقعت في قبضة التجاذبات السياسية وفي حبائل المصالح المتناقضة، ما إنعكس سلبا على أدائها، وشلّ حركتها وفرمل إندفاعتها نحو التقدم والانتاج الفكري والثقافي".

واشار الى ان "دائماً كان موضوع التفرغ في الجامعة اللبنانية، موضوعاً إشكاليّاً كثرت فيه الضغوطات وصراعات المصالح، وتقدمت على الجدارة والكفاءة والحق الاكاديمي بعيداً من الاعتبارات السياسية والطائفية والمذهبية. واليوم تستضيف نقابة محرري الصحافة اللبنانية لجنة الاساتذة المعاقدين بالساعة في الجامعة اللبنانية، بمشاركة نواب، لابداء ملاحظاتهم على هذا الواقع الذي ترزح الجامعة في قيوده، ورفع الصوت لانصافهم، والدعوة الى بحث جاد في ملف التفرغ وفق المعايير الاكاديمية الصرفة التي لا يخالطها أيّ معيار آخر لا صلة له بالموضوع، لأن البت في هذا الملف على قاعدة العلم، الكفاءة، والعدالة، يضع الجامعة اللبنانية على السكة الصحيحة ويعيد لها دورها على السكّة الصحيحة ويعيد لها دورها الرائد والممّيز بين نظيراتها، فتستحق لقب "الجامعة الوطنية" بجدارة، وتكمل رسالة الماهدين الذين أرسوا دعائمها الاولى من اجل ان تكون طليعة الجامعة ليس في لبنان فحسب، بل في المنطقة العربية باسرها".

بدوره، اشار كميل الأشقر في كلمة أساتذة الجامعة المتعاقدين، الى أننا "نقفُ اليومَ، في دارةِ نقابةِ محرري الصحافةِ، التي تستضيفُ مؤتمرَنا للمرةِ الثانيةِ هذا العامِ، لنرفعَ الصوتَ عاليًا في مواجهةِ الظلمِ الذي يتعرضُ له الأساتذةِ المتعاقدينَ في الجامعةِ اللبنانيةِ، وفي مواجهةِ الاستهتارِ الذي يهددُ صرحًا وطنيًا أكاديميًا يمثلُ حجرَ الأساسِ لبناءِ مستقبلِ لبنانَ. نحنُ أساتذةُ الجامعةِ اللبنانيةِ المتعاقدينَ، نقفُ أمامكم اليومَ وفي قلوبِنا حزنٌ عميقٌ وغضبٌ مشروعٌ لما وصلَ إليه حالُ الجامعةِ الوطنيةِ ولما يُمارَسُ بحقِنا من تهميشٍ واستغلالٍ ممنهجٍ"، مؤكدا أن "ما نتعرضُ له ليسَ حرمانًا من حقوقٍ أو تأخيرًا في إقرارِ ملفِّ التفرغِ فحسبَ، بل هو عبوديةٌ أكاديميةٌ بكل ما تحمله الكلمةُ من معنى".

واكد أنَّ "صبرَنا قد نفدَ، ولن نقبلَ بعدَ اليومِ أن نبقى مجردَ أرقامٍ في قوائمِ التعاقدِ. نحنُ لسنا الحلقةَ الأضعفَ، ولسنا ورقةً تُرمى في مهبِّ الريحِ"، مشيرا الى أن "مطالبُنا واضحةٌ وبسيطةٌ: إقرارُ ملفِّ التفرغِ فورًا ومن دونَ أيِّ تأخيرٍ، لأنَّ كرامةَ الأستاذِ الجامعيِّ ليست موضعَ تفاوضٍ أو مساومةٍ. ومحاسبةُ كلِّ من يعرقلُ هذا الملفَّ ويتلاعبُ بمصيرِ الجامعةِ ويُمعنُ في سلبِ الأساتذةِ حقوقَهم. والاعترافُ الكاملُ بدورِ الأساتذةِ المتعاقدينَ كجزءٍ أساسيٍّ من كيانِ الجامعةِ اللبنانيةِ، لأننا شركاءُ في نجاحِها وصمودِها".

وتوجه الى النوابِ بالقول "وجودُكم معنا اليومَ يُشكّلُ بارقةَ أملٍ. أنتم ممثلو الشعبِ، والمطلوبُ منكم أن تحملوا صوتَنا إلى مراكزِ القرارِ، لأنَّ الجامعةَ اللبنانيةَ هي مستقبلُ هذا الوطنِ، واستمرارُ هذا الوضعِ سيجرّ كوارثَ على الجامعةِ وأساتذتِها وطلابِها".

واضاف "أخيرًا، إلى كلِّ مسؤولٍ يتجاهلُ حقوقَنا نُحذّركم بأننا لن نصمتَ بعدَ اليومِ. صبرُنا نفدَ، وسنتحرّكُ بكلِّ الوسائلِ القانونيةِ والمشروعةِ لنيلِ حقوقِنا كاملةً. لن نسمحَ بأن تتحوّلَ الجامعةُ اللبنانيةُ إلى مقبرةٍ للأملِ والعلمِ. تحمّلوا مسؤوليتَكم قبلَ فواتِ الأوانِ، اقروا ملفَّ التفرغِ في جلسةِ الحكومةِ غدًا واطووا هذه الصفحةَ الأليمةَ من عمرِ الجامعةِ والوطنِ".