أشار السفير البابوي في لبنان المونسينيور باولو بورجيا، خلال ترؤسه القداس الالهي بذكرى شفاء نهاد الشامي، في دير مار مارون عنايا، الى ان "الرب أمين على وعوده دائما، ويحققها مع الوقت، ولكن الاوقات عند الله ليست نفسها عند الانسان، وهو دائما ثابت بمشاريعه الخيرة وحبه للناس حتى النهاية".
ورأى بورجيا، أن "البشر يريدون كل شيء في الحال، أما الله لديه اوقاته لتحقيق كلمته وأحيانا تكون هذه الاوقات طويلة، ولكنه أمين على صنع الخير للاجيال"، مشيرا الى ان "الله لا يعمل بمفرده بل يشرك الانسان لتحقيق ارادته، مع أنه قادر على كل شيء بنفسه وليس بحاجة لاحد ولكن يريد اشراك البشرية والتفاعل معنا لانه يؤمن بمواهبنا وقدرتنا على الحب وتحقيق الخير، وهذا يحمّلنا مسؤولية ويدعونا لنكون جاهزين لمشيئة الرب".
وشدد بورجيا على ان "مشروع الله هو الحب وهو يدعو البشر للعمل سويا بجانب بعضهم البعض، والشخصيات التي يذكرها الانجيل هي جزء من شعب واحد اختاره الله، وهذا يعلّمنا ان نكون معا في الكنيسة والمجتمع والسياسية لنتعاون ضمن مشروع واحد وهو خير الجميع".
ولفت الى ان "الاحتفال بالميلاد يعني التأمل بحب الله للعالم وولادة الرب يسوع في حياتنا حاملا السلام والحب، فالاحتفال ليس فقط احياء لحدث من الماضي بل عيش ولادة المسيح والسر الخلاصي الذي حوّل العالم وغيّر حياتنا نحو الافضل".
وفي الختام، ذكّر بورجيا بأن "مار شربل جعل من حياته مغارة حقيقة صغيرة ومتواضعة كمغارة بيت لحم حيث ولد الرب يسوع، وهي مغارة صغيرة لكنها مضيافة، ونطلب من القديس شربل ان يساعدنا لنتبع مثله في الحياة".