في عز مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، أعلن "وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير"، أنْ "إذا تم اتفاق وقف إطلاق النار، فإن حزب "عوتسما يهوديت" سيستقيل من الحكومة"، على ما أوردت "روسيا اليوم".

وحين بات اتفاق وقف النار قاب قوسين وأدنى، من التوصُل إليه، أعلن "الجيش الإسرائيلي"، أن هذا الاتفاق، "لن يدخُل حيز التنفيذ، ما دامت حماس لا تفي بالتزاماتها".

وبالتزامُن مع احتفالات في غزة ببدء اتفاق وقف النار، أعلن "الجيش الإسرائيلي"، أنه استهدف مواقع عدة شمال قطاع غزة ووسطه، باستخدام نيران المدفعية والطائرات.

إذًا، أُرجئ التنفيذ الأحد 19 كانون الثاني 2025، بعدما كان مُقررا بالأساس في الساعة 8،30 بالتوقيت المحلي (6،30 توقيت غرينتش)، لعدم تسليم الحركة قائمة الرهائن الذين سيتم إطلاقهم خلال النهار، وَفق ما قالت "الدولة العبرية".

ولكن المسألة أعمق مما تبدو بكثير... إذ إن بن غفير يرى أن "هذه صفقة، من شأنها أن تؤدي إلى وقف الحرب، في حين أن حماس لم تُهزم بعد، ولم نحقق أهدافنا".

وهذه هي المواقف المُتشددة للغاية، التي يأنس لها "رئيس الحُكومة الإسرائيلية"، بنيامين نتنياهو، بطبيعة الحال!.

وقد جزم بن غفير بأنْ "إذا تقرر استئناف القتال ضد حماس، كما طلبنا، نعود إلى دعم الحكومة". وبحسب رأيه، فإن "الصفقة الحالية، تُطلق مئات القتلة، وتُقر الانسحاب من فيلادلفيا ووقف الحرب، وستُنهي كُل إنجازاتنا"... ولذا، يجب وقف المُساعدات الإنسانية والوقود عن غزة بالكامل، من أجل إعادة الأسرى...

والاتفاق الذي يتناوله بن غفير بالرفض، هو ما وصفه رئيس مُنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، بأنه "يمنح أملا كبيرا في تحرير الرهائن الإسرائيليين، وفي عودة الأسرى الفلسطينيين إلى ديارهم، بعد أكثر من 450 يوما من اندلاع الحرب"، ما يُؤكد رفض العُنصريين "الصهاينة"، لفكرة التعايُش مع الفلسطينيين، أو لمبدإ الحُكم الذاتي الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غرة.

وقد أضاف جيبريسوس - في تصريح عبر حسابه الرسمي على موقع "أكس": "التقيت بالكثير من عائلاتهم (الرهائن الإسرائيليين) وبعض الذين أُطلِقوا سابقا... لقد عانَوا جميعا لفترة طويلة، ونحن نحزن على أولئك الذين ماتوا في الأسر"...

وتابع: "كما ويمنح الاتفاق الأمل للأسرى الفلسطينيين، بالعَوْدة إلى ديارهم"، مُحذرا: "من المُرجح أن يُواجه الرهائن والسُجناء، وسيستمرون في مُواجهة، تحديات صحية مُعقدة قد تستغرق سنوات لمُعالجتها"، مُشددا على أن "السلام هو أفضل دواء".

ويبدو أن كلام جيبريسوس، يُزعج بن غفير إلى حد كبير... كما وأن من الطبيعي الا يَرُقْ هذا الكلام لشخص مُدان بارتكاب "جرائم إرهابية"، وقد سمح لنفسه بطرد عائلات فلسطينية بأكملها، واضعا إياها على لائحة المُهجرين قسرا!.

وإيتمار بن غفير، سياسي إسرائيلي يميني مُتطرف، يشغل منصب "وزير الأمن القومي الإسرائيلي"، مُنذ 29 كانون الأول 2022. وكان انتُخب عضوا في الكنيست للمرة الأولى في العام 2021. وقبل ذلك شغل منصب المُستشار الإعلامي لعُضو الكنيست السابق ميخائيل بن آري، والناطق الرسمي لـ "حركة الجبهة الوطنية اليهودية". وهو يعمل أيضا في مجال المُحاماة.

وخلال حياته السياسية، قُدمت ضده خمسون لائحة اتهام؛ ثمانية منها جنائية، جنبا إلى أعمال شغب، والإخلال بعمل الشرطة، والتحريض على العُنصرية، ودعم مُنظمة إرهابية وغيرها الكثير...

هو نفسه القائل، الإثنين 25 تشرين الثاني 2024، إن "الاتفاق مع لبنان (على وقف النار)، خطأ كبير، وتفويت فرصة تاريخية لاجتثاث حزب الله." وقد أضاف بن غفير يومها: "أنا مُدرك للقُيود والأسباب، ومع ذلك أُصر أن الاتفاق مع لبنان خطأ خطِر، ويجب عدم وقف الحرب".