رأى عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب غياث يزبك أن ما يجري في الجنوب بالتوازي مع ما حدث من استعراض للفوضى عبر مسيرات منظمة للدراجات النارية في شوارع المتن الشمالي وفي الجميزة وساقية الجنزير في بيروت، ترجمه المنطق المعتور (على حد تعبيره) ل‍حزب الله من خلال الخطاب الأخير لأمينه العام الشيخ نعيم قاسم، والذي أتى منفصلا عن الواقع، ومنساقا في لعبة الهروب إلى الأمام، وفي المزيد من الانحدار بالبيئة الشيعية الحاضنة نحو قعر الهاوية.

ولفت يزبك في حديث إلى "الأنباء" الكويتية، الى ان حزب الله يستخدم البيئة النازحة من الجنوب دروعا بشرية كاسحة للألغام، والدليل ما اعترفت به إحدى السيدات لإحدى المحطات الإعلامية بأنها أتت بتكليف شرعي من الحزب. وذلك في محاولة أولا للتنصل من وعده غير الصادق للبيئة الحاضنة، بأنه سيستعيد عسكريا القرى والأراضي والمنازل التي احتلها الإسرائيلي نتيجة حرب الإسناد والمشاغلة، وثانيا لتوريط الجيش اللبناني في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، أو أقله في محاولة يائسة لتلويث سمعته، في حال امتناع قيادة المؤسسة العسكرية بحكمة وتبصر عن إدخال الجنوب وكل لبنان مجددا في لعبة الموت والدمار والتهجير.

وتابع: لم يكتف حزب الله بزج النازحين في مغامرات دموية في جنوب لبنان، وبالاعتداء على الإعلاميين من محطتي mtv وlbc، بل عكس هزيمته وفشله وتخبطه وضياعه على عدد من المناطق الداخلية التي احتضنت ناسه وجمهوره وبيئته، واقتسمت معهم رغيف الخبز وكوب الماء، وتحديدا في المتن والجميزة، من خلال تسيير مئات الدراجات النارية التي أهانت الطائفة الشيعية الكريمة قبل غيرها من الطوائف اللبنانية، عبر إطلاق صيحات: شيعة شيعة، وإطلاق النار والاعتداء على أعراض الناس بالسباب والشتائم والكلام النابي، والاعتداء على المؤسسات التجارية والأملاك الخاصة والعامة.

وأردف: إحدى أبرز الرسائل التي وجهها حزب الله من خلال فورة الدراجات النارية المعيبة بحق الطائفة الشيعية الكريمة، كانت لكل من رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس الحكومة المكلف نواف سلام، ومفادها أن الحزب ما زال يملك الشارع الشيعي وقادر على تحريكه في الوقت والزمان والمكان الذي يريده ويخدم مصالحه، مع الإشارة إلى ان الرئيس سلام عبر عن تلقفه لمضمون الرسالة بقوله: كان أسهل على الدراجات النارية أن تتظاهر تحت منزلي بدلا من أن تجوب شوارع بيروت والمتن.

وعن قراءته للتعقيدات المحيطة بمسار تأليف الحكومة، قال يزبك: نرفض كقوات لبنانية التعليق على ما يرد عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي من تسريبات وتحليلات ونظريات في موضوع تشكيل الحكومة أيا تكن صحتها او مجافاتها للحقيقة. بل نحكم على التشكيلة الحكومية عندما تعرض في شكل جدي من قبل رئيس الحكومة المكلف نواف سلام. لكن ما يهمنا كحزب ضنين بقيام الدولة الحقيقية، ألا تأتي التشكيلة الحكومية لصالح فئة على حساب فئة أخرى، أي ان تكون متساوية بالمقاييس والمعايير والتسميات، وان تكون من وزراء أكفاء أصحاب اختصاص، كل بحسب الحقيبة التي ستسند اليه.