أشار السيّد علي فضل الله، الى "مشاهد البطولة والعزة التي عبر عنها أهلنا في الجنوب، بشبابهم وشيوخهم ورجالهم ونسائهم وأطفالهم، ومعهم كل الحرصاء على سيادة هذا البلد في وقوفهم بوجه جيش العدو الصهيوني وآلته العسكرية بصدورهم العارية، وإصرارهم على خروجه من أرضهم، رغم وعيهم التام لحجم التضحيات التي سيقدمونها من وراء موقفهم هذا، لكنهم كانوا على استعداد لتقديمها وهم قدموها ولا يزالون بعدما بات الأمر لديهم واضحاً ومن خلال كل تجاربهم السابقة أن هذا العدو لن ينسحب من أي أرض دخلها بإرادته وأنه لا يتقيد بالاتفاقات التي تجري معه أو بالقرارات الدولية، وتشهد على ذلك اعتداءاته المتواصلة وخروقاته المستمرة، والتي لم تقف عند حدود جنوب الليطاني بل وصلت إلى كل لبنان".

ولفت الى أن "أهل الجنوب استطاعوا بعزيمتهم وإرادتهم الحرة والبعيدة عن أي إملاء أن يحرروا جزءًا منها، وهم يصرون على تحرير الباقي إلى أن يخرج هذا العدو من أرضهم مدحورًا مهزومًا، وسيتابعونها دون أن تفرض عليهم شروط أمنية أو سياسية تمس بسيادة هذا البلد وهم بذلك قدموا تجربة رائدة في المواجهة مع هذا العدو، وأثبتوا أنهم قادرون على أن ينتزعوا حقوقهم في أرضهم بأيديهم وأن يحرروها، وأن يستكملوا جهود المقاومين وتضحياتهم الجسيمة. نحن في هذا المجال، لا بد من أن ننوه بموقف الجيش اللبناني الذي وقف مع شعبه، وقدم التضحيات في هذا الطريق من جنوده، وأثبت بذلك أنه منه ويحمل طموحات هذا الشعب وأمانيّه في العزة والكرامة. لقد قلناها ونقولها: على اللبنانيين اليوم أن يعتزوا بأن في الوطن مثل هؤلاء ممن هم على استعداد للدفاع عنه وتقديم التضحيات في سبيله، وهم لا يقدمونها لأي حساب آخر، هؤلاء هم قوة لهذا الوطن وهم سياجه، عندما يتعرض ومن أي جهة كانت لأي اعتداء أو انتقاص من سيادته، انطلاقاً من أنهم يؤمنون بأن هذا البلد ينبغي أن يبقى حرًّا مستقلًّا وسيدًا على نفسه، وألا يعبث به طامع أو غاز، مما أثبته وقائع الماضي الحاضر. ندعو إلى مد اليد إلى هؤلاء وللوقوف معاً في مواجهة هذا العدو وكل من لا يريد خيراً بهذا الوطن".

من جهة اخرى، اشار فضل الله الى أنه "في هذا الوقت، يستمر العمل على تأليف الحكومة وسط التعقيدات التي تقف أمامها بفعل المطالب والمطالب المضادة التي تطرح من قبل الكتل النيابية وفي ظل الضغوط الخارجية التي بدأت تلوح في الأفق. ونحن هنا نأمل أن ترتقي القوى السياسية إلى مستوى المخاطر التي تحدق بلبنان إن في داخله أو مما يجري في الجنوب، أو في التطورات التي تعصف في المنطقة، ما يستدعي الإسراع في تأليف حكومة وحدة وطنية. وهنا ندعو القوى السياسية إلى تبني عقلية جديدة في التأليف، وأن تقدم أفضل ما عندها على صعيد الكفاءة والنزاهة ونظافة الكف والتاريخ، والقدرة على القيام بدورها في الموقع الذي ستديره، وأن تأخذ في الاعتبار مصلحة الوطن وسيادته لا هذا الفريق أو ذاك، بعدما فشلت عقلية المحاصصة والمحسوبيات".