أشارت صحيفة "عكاظ" إلى أنه مع "وصول النزاع الفلسطيني ـ العربي/ الإسرائيلي إلى منعطف شديد الخطورة بعد تصريحات الثنائي الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو التي تمثل منتهى الاستهتار بالأمن والسلام والاستقرار في المنطقة العربية، يتملكنا الاستغراب من صمت بعض الدول العربية وكأنها خارج منظومة الجامعة العربية وميثاقها، أو كأنها تنتمي إلى المجموعة العربية انتماءً بروتوكولياً شكلياً وليس انتماءً عضوياً وثيقاً يقوم على مشتركات عديدة وروابط كثيرة تفرض اتخاذ المواقف الواضحة عندما يتعرض الأمن العربي للتهديد".
ولفتت إلى أن "المملكة ساندت كل الدول العربية من الخليج الى المحيط في ظروف تأريخية مهمة تحددت فيها مصائر أوطان ومستقبل بلدان، فعلت ذلك منذ قيامها كدولة في عهد الملك عبدالعزيز وكل العهود من بعده إلى وقتنا الراهن، ساندت دولاً من أجل استقلالها من المستعمر، وانتشلت دولاً من أخطار وجودية، ودعمت دولاً كي تنهض من إخفاقها الاقتصادي والسياسي".
وأوضحت أن "المملكة وضحت مصالحها الكبرى كأوراق ضغط من أجل قضايا العرب رغم كل ما يمكن أن يترتب على ذلك من آثار جانبية عليها، لم تقايض أي دولة عربية أو تتردد في دعمها في الظروف الحرجة، حتى تلك التي أساءت لها في وقت ما لأنها حريصة على تماسك النسيج العربي ووحدة المواقف في مواجهة التهديدات انطلاقاً من إيمانها بأن العرب جسد واحد إذا أصيب أحد أعضائه تداعت له باقي الأعضاء".
ورأت أنه "عندما يتلفظ زعيم عصابة الاحتلال الصهيوني نتانياهو بتصريحه التافه والسخيف بشأن ترحيل الفلسطينيين إلى المملكة فهو أول من يعرف باستحالة حدوث ذلك، ويعرف قوة وحجم ومكانة وثقل المملكة، ويكفيه الرد السعودي الرسمي الحاسم".
وأشارت إلى أن "عدة دول عربية عبرت عن مواقفها حيال ذلك، وهو موقف أخلاقي تُشكر عليه، ولكن ماذا عن صمت بقية الدول، وهو صمت مشين في مثل هذه الظروف، ليس لأن المملكة بحاجة له ولكن لأنه مطلب أخلاقي يجب تسجيله كإثبات الانتماء العربي الفعلي وليس الشعاراتي الانتقائي".
واعتبرت أن "الخطر الصهيوني/الأمبركي/ الغربي على العرب هو خطر وجودي تتضح ملامحه بشكل مستمر، وهو الآن في أكثر صوره افتضاحاً بمطامح توسيع رقعة الاحتلال الإسرائيلي وتفتيت الدول العربية وتغيير الجغرافيا والديموغرافيا، والذين يعتقدون أنهم بمنأى من التهديد عندما تتعرض الكتلة العربية للخطر مخطئون"، قائلة: "الصمت ليس حكمة في هذا التوقيت الحساس، بل يمكن اعتباره مشيناً، والمواقف المتخاذلة تضر أصحابها أكثر من غيرهم".