تسلّم وزير الاتّصالات شارل الحاج من سلفه الوزير جوني القرم حقيبة الاتّصالات، وبعد انتهاء المراسم، عقد الوزير الحاج مع المديرين العامين إجتماعاً للاستفسار عن مشاكل القطاع ولحثّهم على الإسراع في الإجراءات اللّازمة لتطبيق القانون ٤٣١، لاسيّما تعيين أعضاء الهيئة النّاظمة للاتّصالات، واستكمال إنشاء شركة "ليبان تيليكوم".
وأكد الوزير الحاج أنّ الإسراع بهاتين الخطوتين سيعجّل في الخطوات الإصلاحيّة المطلوبة لتأمين أفضل خدمة ممكنة للمواطنين وبأفضل الأسعار.
وشكر الحاج، القرم على الجهود المبذولة التي قام بها للحفاظ على قطاع الاتصالات في ظلّ الظّروف الاستثنائيّة التي مرّ بها البلد، مشيراً إلى أنّ الأزمة الاقتصادية أثّرت بشكل مباشر على القدرة الشّرائية للمواطنين، ما انعكس على إيرادات الوزارة وخزينة الدولة.
وشدّد شارل الحاج على أنّ المرحلة المقبلة تتطلّب التّركيز على محورين أساسييّن: الأوّل تطبيق القانون ٤٣١، باعتباره المدخل لتنظيم القطاع وتحسين خدماته، والثاني هو الاستثمار في البنية التحتيّة للاتّصالات، نظراً لأهميّتها في دعم أيّ عمليّة نموّ اقتصادي.
وتابع :"لا يمكن لأيّ دولة تحقيق نموّ اقتصادي من دون استثمار في البنية التحتيّة، فقطاع الاتّصالات هو العمود الفقري للاقتصاد." وأضاف: "اليوم، كلّ فرد في المجتمع، من الطّفل بعمر السنتين إلى كبار السنّ، مرتبط بشكل مباشر بخدمات الاتصالات، التّي تؤثّر على مختلف جوانب الحياة، من التّعليم إلى الاقتصاد والسياسة".
وفي هذا السياق، اعتبر الوزير الحاج أنّ التّعامل مع قطاع الاتصالات باعتباره "منجماً لجباية الضّرائب" يجب أن ينتهي، مضيفاً: "علينا التّركيز على تحسين الخدمة، وليس فقط تحقيق الإيرادات".
كما أوضح الحاج أنّ المرحلة الجديدة تتطلّب جهداً كبيراً، لكن يمكن أن تكون أسهل عبر تطبيق القوانين واستكمال إنشاء شركة "ليبان تيليكوم" والهيئة النّاظمة للاتصالات، ما سيساهم في إصلاح قطاع الاتّصالات.
وفي ما يتعلّق بالقطاع الخليوي، أشار الحاج إلى وجود أفكار عدة قيد النقاش لتحسين الخدمة، خصوصاً في ما يتعلق بتطوير شبكة الجيل الخامس (5G) وربط لبنان بالعالم، مؤكّداً ضرورة الاستثمار في الكابلات الأرضية ّوالبحريّة والخطوط اللاسلكيّة لضمان موقع لبنان في خارطة التحوّل الرّقمي.
وأضاف: "يجب أن يستعيد لبنان دوره كمركز رقمي في المنطقة، فنحن نمتلك العنصر البشري المتميّز وكلّ المطلوب عالمياً في التحوّل الرقمي. هناك طلب على كوادرنا في الخارج، فلما لا نوفّر لهم بيئة عمل مناسبة داخل لبنان؟".
ودعا الوزير الحاج إلى إعادة ربط لبنان بالشرق وبالغرب، كما كان في الماضي مصدّراً للإعلام والثّقافة والعلم، مشدّداً على أن الشّركات تفضّل الاستثمار في الدّول التي تتمتّع باستقرار وبنية تحتيّة واتّصالات قويّة.
وفي ختام حديثه، أكد الوزير الحاج أنّ الحكومة تسعى إلى الإسراع في إنجاز الملفات الأساسيّة، وعلى رأسها إعادة النازحين إلى قراهم في الجنوب قبل اشتداد فصل الشتاء، متمنّياً أن يتمّ تشكيل الحكومة سريعاً لمنع أيّ تأخير في تنفيذ الخطط المطلوبة.
كما شدّد على أن مكافحة الفساد ستكون أولويّة بالنسبة إليه، بالتّنسيق مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، مؤكداً أنه لن يكون هناك أيّ تساهل في هذا الملف. وقال: "الشفافيّة ستكون الأساس، وسياستي تقوم على الباب المفتوح للجميع، مع إعطاء الأولويّة للكفاءة لا للزبائنيّة والمحسوبيّة".
من جهته، أوجز القرم ما حصل داخل الوزارة خلال فترة تولّيه حقيبة الاتصالات، وقال "منذ تسلّمي الوزارة، أسميتُ نفسي "وزير المازوت" وكانت لدينا ٣٠٠ محطّة في كلّ من شركتيّ الخليوي متوقّفة عن العمل، بحيث كانت مشكلة المازوت عائقاً أمام عمل هذه المحطّات واليوم الوضع بات أفضل بكثير".
ولفت إلى أنّه "خلال هذه الفترة غادر عدد من الموظفين مراكز عملهم وسط الأزمة الاقتصاديّة التي ضربت البلاد، بالإضافة الى توقّف الموردين عن التّعامل مع الوزارة، أضف الى أنّ الموازنة التي لو لم تعدّل التعرفة لكنّا قد وقعنا في مشكلة كبيرة. إنّما اليوم، وبعد ١٢٤٨ يوماً في الوزارة، نستطيع القول أنّ وضع شركات الخليوي بات أفضل مما كان عليه".
وعن مشاريع الوزارة، أكد القرم أن "من أهم الانجازات التي توصّلنا إليها هي تعديل التعرفة رغم الاعتراضات"، لافتاً إلى أن اللبنانيين يعلمون أنّ السّعر قد انخفض، ولو لم يتمّ التعديل لكانت الأسعار مرتفعة اليوم"، مشيراً إلى أن كافّة الإختصاصيين أكّدوا أنّه لو لم تتمّ هذه التعرفة لكان قطاع الاتصالات يعاني اليوم".
ومن جملة المشاريع الأخرى، أشار القرم الى أنّ الوزارة تمكّنت من تخفيض المصاريف بشكل كبير، بحيث كانت الكلفة عام ٢٠١٨ ٤٠٨ مليون وانخفضت الى ٣١٦ مليون دولار، مع العلم أن معاشات الموظفين عادت الى قيمتها الحقيقية. وبالنسبة لعدد العاملين في القطاع كان هناك ١٦٩٩ عاملاً عام ٢٠١٨ واليوم في ٢٠٢٤ باتوا ١٣٣٤. كما ان المصاريف قد خفّضت، بحيث أن تكاليف الايجارات التي كان يتمّ دفعها سنوياً كانت ٤٠،٩ مليون دولار في الشركتين عام ٢٠١٨ اي بمعدل انخفاض ٧٣%، اما في ٢٠٢٣ فانخفضت الى ١١ مليون دولار، اي انخفضت بنسبة ٧٠٪ وهو نتيجة اقفال عدد من المحطات.
اما عن عدد المشتركين، فقد ارتفع عام ٢٠٢٤، وكذلك المدخول بحيث كان ١٨٠ مليون وأصبح اليوم ٥٣٢ مليونا في الشركتين، أمّا مدفوعات وزارة المالية فكانت ١٢٣ مليوناً وأصبحت عام ٢٠٢٤ قرابة ٢٦٤.
ولفت القرم الى أنّه تمّ العمل على البنيوية الإدارية الأساسية بين الشركات مثل تفعيل التّدقيق وسياسة التعامل مع المصانع مباشرة وعدم الدفع نقداً بحيث أنّ هذه السياسات هي أساسيّة وتساهم في الاصلاحات.
وأكّد القرم أن "مشكلة مبنى تاتش قد تمّ حلّها، واليوم السندات باتت موجودة باسم الشركة، ووفق تقرير ديوان المحاسبة كانت التّكلفة 102 مليون دولار، لكن مع تسلّمي الوزارة، تمكنّا من إنهاء المسألة ب176 مليار ليرة لبنانية على ٣٩٠٠ ل.ل اي ما يعادل 1.8 مليون دولار بعد ان كان قد تمّ دفع 50 مليون دولار".
واكد القرم أنّ مسألة الدّيون قد حلّت وكافّة الشركات المورّدة عاودت التعامل مع الوزارة.
أمّا في ما خصّ ملف البريد، فقد لفت القرم الى أن الوزارة قامت بثلاث مزايدات من دون الوصول الى النتيجة المرجوّة، وطلب مجلس الوزراء أن نعاود القيام بمزايدة رابعة وبتعديل التعرفة، وهذا الأمر حصل لكن تعديل التعرفة جاء بشرط رفع حصة الدولة من 5% الى 12% كشرط أساسيّ، وبخصم للدولة على كلّ الخدمات التي تقدّمها "ليبان بوست" للدولة.
وفي ملف "أوجيرو"، أشار القرم الى "أنّ الوزارة كانت تعاني من تأمين الأموال لأوجيرو بسبب إلغاء الموازنة الملحقة التي صدرت في قانون الموازنة 2019 وتأكّدت في العام 2022، علماً أنه ليس هناك مراسيم تطبيقيّة في هذا الموضوع.
كما استطعنا أن نقوم بمرسوم تنظيمي واصلاحي وهو مرسوم 9458، كما قمنا بالعديد من الأمور الأخرى منها مزايدة الخردة التي أدخلت مليون دولار الى خزينة الدولة وبات المكان بتصرّف شركتي الخليوي للاستفادة منه، بالاضافة الى ذلك استلمنا هبة صينية للطاقة الشّمسية وبانتظار هبة صينية اخرى لمحطات LTE".
وفي الختام، وجّه القرم الشكر لكافة المديرين العامّين والموظّفين والعاملين في القطاع الذين من دونهم لما كانت وزارة الاتصالات قد توصّلت الى أيّ من هذه المشاريع، شاكرًا عائلته لوقوفها بجانبه ومتمنّياً للوزير الجديد شارل الحاج التوفيق في مهامه.