رأى عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب سعيد الأسمر ان "حكومة العهد منطلقة بشكل جديد لم تألفه أشكال ومضمون الحكومات التي تعاقبت على الحكم طوال السنين والعهود المنصرمة، لاسيما انها تضم من وجهة نظره وزراء مميزين بالكفاءات العلمية والخبرات الوافية ونظافة الكف".
واعتبر الأسمر في حديث إلى "الأنباء" الكويتية، بان الأهم انها حكومة لا ثلث معطلا فيها، ومتحررة من فريق اعتاد على مدى عشرات السنين بفعل السلاح غير الشرعي والقمصان السود والتهديد والوعيد، ان يسطو على مقررات ومسار السلطة التنفيذية. وأضاف: يعقد اللبنانيون آمالا على حكومة الاصلاح والإنقاذ رئيسا ووزراء، للانطلاق نحو بناء دولة حقيقية لا يعلى فيها على أحكام الدستور والقوانين المرعية الاجراء. دولة سيدة مستقرة أمنيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا، ورائدة في المجالات كافة، لاسيما في العلوم والصناعة والسياحة واستقطاب الاستثمارات. والمطلوب بالتالي وقوف الجميع إلى جانب العهد وخلفه لدعمه وتسديد خطواته في تطبيق خطاب القسم.
وردا على سؤال، قال الأسمر "نعلم انه لا عصا سحرية بيد الحكومة، وان مهمتها شاقة ومضنية في معالجة ما خلفته الحكومات السابقة لفريق الممانعة من فساد وإفساد ومتراكمات على كل الاصعدة وفي كل المجالات. الا ان حكومة نواف سلام تملك ما يكفي من العزم والخبرات والمؤهلات للنهوض بلبنان، أو أقله لوضع المدماك الأول في سياق التأسيس لحكومة العهد الثانية ما بعد الانتخابات النيابية في ربيع 2026. ونعول على بداية المعالجات اليوم بترسيخ الاستقرارين الأمني والسياسي وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، عبر تطبيق كامل القرارات الدولية وفي طليعتها 1559، 1680، 1701 وملحقاته المدرجة في اتفاقية وقف إطلاق النار، خصوصا ان الاستقرار الاقتصادي والنقدي يأتي تلقائيا كنتيجة طبيعية للاستقرار الأمني والسياسي".
وعن استشرافه لما سيأتي به البيان الوزاري لحكومة نواف سلام، قال "الرسالة تقرأ من عنوانها، فما بالك ورسالة رئيس الدولة العماد جوزف عون واضحة في خطاب القسم، خصوصا لجهة حصرية السلاح بيد الدولة وحدها لا غير، وتطبيق كامل القرارات الأممية؟ وهذا يعني ان المعادلات ثلاثية كانت أو ثنائية، وأبرزها: جيش وشعب ومقاومة، سقطت بفعل المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية وكان سقوطها مدويا. ومن المفترض بالتالي ان يأتي البيان الوزاري ان لم يكن نسخة طبق الاصل من خطاب القسم، فمن روحيته وأبعاده وخلفياته على المستويين الوطني والسيادي. وما على أصحاب تلك المعادلات الفارغة الذين لا يزالون حتى الساعة يعيشون على أطلال زمن الممانعة، ان يعوا لحقيقة واحدة ساطعة ألا وهي ان قطار بناء الدولة الحقيقية والنهوض بلبنان السيد والمستقل انطلق بالاتجاه الصحيح والقويم، وان عقارب الساعة لا تعود إلى الوراء".
على صعيد آخر، وصف الأسمر دعوة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى إفراغ غزة من أهلها وإقامة دولة فلسطينية على أراضي المملكة العربية السعودية، بـ "العصفورية (معروفة في لبنان بمصحة للأمراض العقلية) الكاملة الأوصاف والمواصفات".
وأعرب عن اعتقاده "أنه لا غاية من هذا المطلب الجنوني سوى رفع سقف الشروط الإسرائيلية لا أكثر ولا أقل، وواهم من يراهن على توطين الفلسطينيين سواء في لبنان أو في أي من الدول العربية الشقيقة. ولا حل بالتالي للقضية الفلسطينية المحقة، الا بالحل العربي القائم على أساس الدولتين، وما عداه من حلول ضرب من الجنون والهستيريا".