على خطى مدينة طرابلس تسير طريق الجديدة، بات الحديث عن قادة محاور في المنطقة أمراً واقعاً لا جدال فيه، لا سيما بعد أن فقد تيار "المستقبل" السيطرة على الشارع إلى حد بعيد، وبالتالي لم يعد زياد علوكي وحيداً بل بات له زملاء في الكثير من "الزواريب" خارج عاصمة الشمال.
ما حصل مع مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني خلال تشييع الشهيد محمد الشعار دفع بالكثير من الأوساط السياسية والأمنية إلى الحديث بشكل واضح عن هذا الموضوع، خصوصاً بعد تفاقم التداخل الحاصل بين المجموعات المسلحة، بين ما هو سلفي وغير سلفي، وبين ما هو لبناني وغير لبناني، يجمع كل هؤلاء عاملا المال والتعصب الديني.
قادة المحاور يولدون
على مدى سنوات طويلة، كان تيار "المستقبل" يفاخر بأنه الآمر الناهي في منطقة طريق الجديدة، حيث كانت تعتبر من أهم القواعد الجماهيرية التي يمتلكها، لكنه اليوم يتلمس سحب البساط من تحته، بعد أن بدأت ظاهرة قادة المحاور تتفاقم فيها بشكل كبير.
بالنسبة إلى مصادر متابعة لهذا الموضوع، معارضة لسياسة "المستقبل"، التيار ليس بعيداً عن هذه الظاهرة، هو يغطيها بشكل أو بآخر من خلال نفوذه، ويستفيد منها في الكثير من الأحيان في صراعه السياسي، خصوصاً بعد أن أوهم جماهيره بأن "حزب الله" يريد الدخول إلى المنطقة في أي أحداث أمنية قد تقع.
هذه المعلومات تنفيها قيادات في التيار، تشدد على أن خيارها هو الدولة والمؤسسات الشرعية، وتؤكد أنها لا تغطي أي ظاهرة من هذا النوع، وتضع الحديث عنها في سياق التحريض على أبناء المنطقة لا أكثر.
في ظل هذا الواقع، تكشف المصادر المتابعة مجموعة من المعطيات التي لديها، وتشرح الواقع القائم في المنطقة بالتفاصيل، حيث تكشف، في حديث لـ"النشرة"، عن أسماء قادة المحاور الذين يسيطرون على الواقع حالياً، وتوضح أن عدداً كبيراً منهم من أصحاب السوابق ومتعاطي المخدرات، لكنهم اليوم من أتباع التيار السلفي الأمر الذي يطرح حوله الكثير من علامات الإستفهام.
وفي هذا السياق، تلفت إلى أن "أ.ج" هو مسؤول ما يسمى محور الأيتام، موظف رسمي ويملك محلا تجاريا بشكل مخالف للقانون، "م.د" مسؤول في منطقة قصقص، "م.ش" مسؤول في أول حي العرب بالقرب من السفارة الإيرانية سابقاً، "ط.د" مسؤول في أرض جلول، "م.ب" مسؤول مجموعة في "زاروب" الباشا، "أ.ح" مسؤول في طلعة المقاصد، "م.ك" من كبار تجار الأسلحة في مخيم الداعوق، بالإضافة إلى كل من ""ف.س"، و"و.ز" و"إ.د" و"ع.ع" و"ع.ك"، و"م.ك"، وإحدى الجمعيات الدينية في حي الطمليس.
عناصر غريبة تدخل على الخط
على صعيد متصل، تكشف المصادر المتابعة أن عدداً من الأسماء المذكورة شارك في أحداث أمنية مرت على المنطقة خلال السنوات الأخيرة، وكان آخرها الإعتداء الذي حصل على مفتي الجمهورية في جامع الخاشقجي.
وتشير هذه المصادر إلى أن هؤلاء غير منظمين بشكل دقيق حتى اليوم، وترى أن السبب في ذلك يعود إلى التداخل الحاصل بين المجموعات، حيث تشير إلى تواجد عناصر فلسطينية وسورية في ما بينها، وتعتبر أنّ الخطر يأتي من هؤلاء بشكل رئيسي، نظراً إلى أنّ من غير الممكن معرفة الجهات التي يتبعون لها.
في هذا السياق، تعتبر هذه المصادر أن هؤلاء غير قادرين على القيام بأي مواجهة، بالرغم من الأموال الطائلة التي تدفع لهم، وتؤكد أن البعض يبتز تيار "المستقبل" من أجل الحصول على المزيد من الأموال، لكن في حقيقة الأمر لن يكون موجوداً في أرض المعركة بحال حصولها.
من جهة ثانية، توافق مصادر أخرى على القول أن هناك من يحضر الأجواء لكي يدخل المنطقة في المجهول، لكنها تراهن على أن المنطقة لن تكون جاهزة لهكذا أمر بالرغم من التحريض المذهبي القائم، وتعتبر أن الواقع في طريق الجديدة يختلف عن ذلك القائم في طرابلس، والذي تم التحضير له منذ سنوات، لكنها تشدّد على أن ذلك لا يمنع من التنبيه من خطورة ما يحصل خصوصاً إذا ما تفاقم الوضع أكثر، في ظل المرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد.