بعد سلسلة "الاختراقات" التي تعرضت لها شوارع الضاحية الجنوبية وتمثلت بدخول انتحاريين بسيارات مفخخة وتفجيرها بين المدنيين وسقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى وآخرها وربما ليس آخرها سيارة الكيا التي قادها انتحاري وفجرها في الشارع العريض في حارة حريك، بدأت تتزايد وتسود حالة القلق والترقب والغضب بين أبناء الضاحية وروادها بفعل هذه الاعمال الاجرامية والاختراقات ما أدى الى ارتفاع بعض الاصوات من هنا وهناك تتهم الاجهزة الامنية بالتقصير في القيام بواجباتها والمهام الموكلة اليها في حفظ الامن والاخطر من ذلك ان البعض بدأ يهمس ويتهم بعض عناصر هذه الحواجز بالتقاعس وتسهيل مرور هذه المفخخات مبررين اتهاماتهم هذه بأن اوصاف هذه السيارات عممت من قبل الاجهزة قبل أيام من تفجيرها ولم يتم اكتشافها متسائلين كيف تمكنت من اجتياز الحواجز والدخول الى الضاحية وتنفيذ أعمالها التفجيرية.
تسلل البعض من افتراضاته واتهاماته وتساؤلاته هذه ومن قلق اهل الضاحية المشروع وتخوفهم من المستقبل ليرفع صوته ويطالب بعودة حواجز "حزب الله" الى الانتشار مجددا على مداخل الضاحية من أجل "ضبط الامن" علما أن عناصره منتشرون في قلبها. ربما في اعتقاد هؤلاء ان الجيش اللبناني ليس حريصا كفاية على أهل الضاحية وهناك من هم أحرص منه على شعب الضاحية وحياتهم وأكفأ منه في كشف ومنع دخول السيارات المفخخة الى قلب الضاحية.
الم يدرك هؤلاء ان العمليات الانتحارية لم تسلم منها اكثر الدول تطورا وامتلاكا لأحدث تقنيات الكشف عن المتفجرات فاخترقت واستهدفت الولايات المتحدة الاميركية أكثر من مرة بعمليات انتحارية كما شهدت مدينة فولغوغراد الروسية عمليتين انتحاريتين خلال 24 ساعة فكيف الحال بلبنان الذي يفتقد الى ابسط التقنيات باستثناء " القدرة الالهية" التي تسترنا من "تقنية فتح الزجاج والضرب على ابواب السيارة"!!!....
كفى اتهامات وتخوين فلبنان اليوم بأمس الحاجة الى وحدة بنيه وتماسكم والوقوف بوجه الفتنة اللجوجة والمصرة على الدخول اليه من خلال اغتيالات هناك وانتحاريين هنا، على الجميع ان يعيدوا حساباته ويدركوا أن الجيش اللبناني بضباطه وجنوده هم أبناء هذه الارض وينتمون الى كل شبر منها وحرصهم على ابناء الضاحية كحرصهم على أبناء بيروت والشمال والجنوب والبقاع والجبل، وهذه المؤسسة العسكرية أثبتت في أكثر من مرحلة حساسة وحرجة مر بها لبنان وفاءها للوطن وتضحيتها في سبيل شعبه فتصدى جنودها وضباطها للعدو الاسرائيلي كما تصدوا لعدو الداخل المتمثل بالحركات التكفيرية والفتنوية فبذلوا دماء وارتفعوا شهداء من اجل وحدة لبنان وحرصا على دماء اللبنانيين جميعا.
اليوم وفي زمن الاغتيالات والانتحاريين وفي زمن المعسكرات والتحولات ولعبة الامم الا يعلم من يطالب بعودة "سرايا المقاومة" او "انضباط حزب الله" "لضبط" الوضع الامني على مداخل الضاحية ورحيل الجيش اللبناني والاجهزة الامنية اللبنانية الاخرى عن جزء من الارض اللبنانية تسمى ب،"الضاحية الجنوبية" انهم يكرسون الواقع غير المعلن بتقسيم لبنان المتعب الى كانتونات ومحاور ومذاهب؟ أليس الاجدى بهؤلاء أن يقوموا بحملات دعم للمؤسسة العسكرية بدل حملاتهم هذه ويباشروا بحملات احتجاجية على النظام السياسي القائم والطبقة السياسية التي أفرغت الدولة من مؤسساتها ومطالبتها باعادة بناء مؤسسات الدولة واعادة هيبتها بدل مساهمتكم بهدم آخر المؤسسات الوطنية المتمثلة بالمؤسسة العسكرية؟ هل سأل هؤلاء حزب الله اذا كان مستعدا لارتداء ذلك "القميص الوسخ" المتمثل بالامن كما وصفه رئيس المجلس النيابي نبيه بري؟؟؟!!